بين العفو والقصاص : جدل لا ينضب.
( مورو و الجلاصي نموذجان )
النبوة بين العفو والقصاص :
النبوة هنا – هنا وليس هناك – اجتهاد وتقدير وليست تبليغا. معلوم انه اقتص عليه السلام من رجال بني قريظة بقتلهم دون النساء والولدان وانه عفا عن رجال قريش في الفتح عفوا عاما عدا اربعة نَفَر نظموا فيه قبل ذلك هجاء الا من تاب (قارظ : بانت سعاد ).
ومعلوم انه عفا عن يهودية خَيْبَر التي رتبت لاغتياله مسموما وحالات اخرى كثيرة يغلب عليها الصفح.
قراءة في هندسة العفو والقصاص :
١- التمييز بين الحق الشخصي وحق الجماعة ومن هذا انه عفا عن يهودية خَيْبَر وعن كثيرين ءاذوه ولكنه اقتص من رجال بني قريظة الذين اقترفوا جريمة الخيانة الوطنية العظمى اذ تحالفوا سرا مع قريش في حصار الخندق.
٢- التمييز بين مستويات الجريمة اذ لا تستوي الخيانة الداخلية في حالة حرب وحصار مع حرب مفتوحة لا نفاق فيها ولاخديعة ولذلك عفا عن قريش باسرها وهي التي قتلت ( سمية ) وعشرات من اصحابه في بدر واحد .
٣- التمييز بين استهداف النبوة وغيرها وبين نوع السلاح اذ ان النبوة ناطقة باسم الله حقا محقوقا لها فحسب وليس ادارة الهية دينية تيوقراطية ولذلك استثنى من العفو من قرظ الشعر يهجوه لان الكلمة أمضى سلاح ولان الفن ابلغ تأثيرا . عفا عن السيف واهدر دم الشاعر.
الشيخ مورو والمخلوع بن علي :
من حق الشيخ مورو الصفح عمن ظلمه وليس من حقه فعل ذلك نيابة الا عمن وكله به اذ ان جريمة المخلوع ودوائره القريبة والبعيدة كلفت الناس ما لا يعوض والعاقل لا يعفو عمن خطط وباشر بالعصا تجفيف منابع التدين وسار في دماء الناس وأعراضهم واموالهم مسار الذيب الجشع المنتقم. لوعة ام الشاب مجهول القبر كافية لنبذ الصفح سيما ان الشيخ نفسه اخبر ان المغتال مدفون في قنطرة .
الجلاصي وجيف الماركسية المقبورة :
هنا يختلف الامر اذ ان الرجل أوذي في مشهد خاص ومن حقه التقاضي والصفح سواء بسواء . التهجم على الرجل باسم الأيديولوجيا والتاريخ تلقين في غير محله و حركته من جنس حركته عليه السلام عفوا عن سراقة اي استثمارا في المستقبل وفِي القيم. وما يلقاها الا ذو حظ عظيم.