عيد بأي حال عدت يا عيد

الفرحة مطلوبة ومشروطة دون ريب ولكن يشغب على المرء الذي يشغب إذ هو بعد جماعي وليس سبعا يعيش في البرية على أنقاض الفرائس ودمائها.

يشغب في عيدي هذا أمور منها أن أمتي ضحية إرث إنحطاطي عريق وقديم وكبير ومثبط حقا وهو إنحطاط يكاد يكون جامعا بدأ يوم إنقلب المنقلبون على إرث الشورى المحمدي.

ومنها أن أمتي ضحية مؤامرات ـ بل أعمال حقيقية وليس مجرد مؤامرات ـ عظمى سيما من بعد ثورتها الأخيرة وهي مؤامرات تشترك فيها إيران الأمريكية من بعد الإتفاق النووي الأخير مع العدو الظاهر المعلن أي الإدارة الأمريكية وربيبتها إسرائيل وهذا يعني حربا طاحنة بل نووية بين الشيعة وبين السنة وهي الحالقة بل حالقة الحوالق وناكية النواكي ولا يتطلب الأمر عنهجية عربية سنية بل يتطلب ” الرأي قبل شجاعة الشجعان “. ان نقع في الفخ المنصوب:

ومنها أن أمتي خضعت لمخطط غربي صهيوني ذكي جدا تمثل في إنشاء داعش التعيسة الكئيبة اللئيمة لتتولى هي تصريم الصف المصرم بنفسه للأمة وليزداد الطين بلة وبذا يستريح العدو فوق أريكته يحتسي قهوة الصباح الساخنة اللذيذة وداعش الإرهابية الصهيونية الأمريكية تتولى تمزيق صفنا بالوكالة.

ومنها أن أمتي تخضع لحكم إستبدادي دكتاتوري مقيت ونظام عربي متصهين نجح في أجهاض حلم الأمة أي الثورة بنسبة متقدمة جدا حتى لو لم ولن ينجح في إجهاض الحلم في التحرر نفسه لتظل الثورة حكما حضوريا بتأجيل التنفيذ لحين إستكمال بقية الشروط.

ومنها أن غزة العزة تخضع لمزيد من الحصار والقهر في إثر نجاح النظام العربي الرسمي في فرض الحصار عليها فهي سرة الأرض اليوم التي تنتفض الأرض بسببها وتظل السر المحير للجبابرة من عرب ومن عجم وحصار غزة يعني حصار الأمل العربي والإسلامي وقتل الحرية وتجميدالتحرير وتأبيد الإحتلال

ومنها أن أمتي نفسها غير موحدة بالصورة المطلوبة فكثير منا ما فقه الحكمة من التعدد المراد إلهيا وليس صدفة ولا إفتعالا وبذا تكون الشيعة بالضرورة عدوا للسنة والعكس صحيح والأشاعرة أعداء للسلفية والصوفية مثلهم وربما حتى السود للبيض والحكام للمحكومين والشرقيون للغربيين والفحول للإناث والتقليديون للمجددين … ومن لم يفقه حكمة التعدد الإلهي فما هو مشمول بقوله :”إنما يخشى الله من عباده العلماء ” وما هو من الراسخين بل ربما يكون من قافلة المفسدين حتى لو ظن أنه يحسن صنعا.

ومنها أن أكثر العاملين الخلص تصطدم فيهم الأولويات فيقدمون الشريعة على العقيدة والضبط على الحرية والعقاب على العدالة ومن ذا يفسدون ويكون عملهم كبيرا ضخما ولكنه في الإتجاه المعاكس.

ومنها أني أفتقد رجالا أذكرمنهم ـ ممن رحل إلى الرفيق الأعلى سبحانه ـ الصديق العزيز عبد الله الزواري ورفيق الدرب الدكتور الكبير منصف بن سالم والحميم أحمد العجرودي والمربي الفاضل الحبيب الرباعي والصديق عبد الغني الزغواني ومن قبلهم جميعا الأخوان الكريمان محمد الصالح وحي ومحمد بومعيزة وريحانة مجالس الأنس الهاشمي الداعوسي والمقاوم الصلب العنيد بلقاسم لعماري والرجل الكبير صالح كركر وغيرهم كثير أنسيتهم أو ضاق المجال عن ذكرهم وعرفهم الشذي بيننا لن يزال رطبا ذكيا.

فبأي حال عدت يا عيد أبما مضى أم لأمر فيك تجديد كما قال الشاعر؟ 
تلك خواطر ولكن القانون الماضي المطرد هو :” إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “. فإن وعينا هذا وعملنا بمقتضى ذلك الوعي متكافلين صابرين غير متعجلين فالدين لا يكمل حتى نكمل نحن .. ما ضنت شآبيب السماء برحمة باريها سنة مسنونة وإن عرفنا فما عملنا أو عملنا دون معرفة فالمآل سيان : إنحطاط لا يبرحنا وإحتلال لا يلفى أرضا أخصب من أرضنا بالذهبين الأسود والأحمر معا وينتقل قولنا إلى أعدائنا فيقولون قالتنا القديمة :

دار لقمان على حالها والقيد باق والطواشي صبيح.

بارك الله لكم عيدكم جميعا وإستعملكم في خدمة البشرية والأمة تحريرا وتعليما وبثّا للأمل وجعل يومكم خيرا من أمسكم وغدكم خيرا من يومكم. إنه على ذلك لقدير وبالإجابة لجدير ولكن العمل مطلوب ومشروط.

والله أعلم

والسلام

 

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *