الإعلام الإفتراضي ورعاية ميثاق المهنة

كلمات إلى 5000 صديق في هذه المساحة آملا أن تنزل منزلها بل أطلب إليهم نشرها.
1 ـ الفضاء الإفتراضي الذي هدّم الله به سلطان الرقابة البوليسية مسؤولية أخلاقية فمن يخط فيه حرفا واحدا ـ ولو ناقلا أو هازلا ـ هو صحافي بكل التبعات القانونية والدينية.
2 ـ الصحافي في هذه المساحة هو أشهر صحافي في الأرض لأنه يعرض ما يخطه ـ ولو ناقلا أو هازلا ـ على ملايين مملينة من الناس سيما بطريق النقل التي يعالج بها بعضنا بعض ما يكتب. كلمة واحدة هنا لا يعلم إلا الله مدى إندياحها في الأرض وأثرها فيها.
3 ـ أشد الناس مساءلة وتحقيقا يوم القيامة هم الإعلاميون لأنهم يصنعون الكلمة وينشرون الكلمة ويؤثرون بالكلمة وبالكلمة تسعر الحروب أو تنطفئ. الكلمة أخطر سلاح فتاك سيما مع إندياح الأثير الغلاب. الناس في الأغلب يسوقهم الإعلام سوقا وتصنعهم الكلمة صنعا.
4 ـ أتعرض إلى عشرات من الأخبار الزائفة في الحقلين الديني والسياسي. لسعت مرة إثر تصديقي لخبر عن صديق فحبّرت له لومي علانية ثم تبين أن الخبر مزيف فعاهدت الله ألا أصدق أي خبر في هذا الفضاء الإفتراضي حتى لو كان مدبجا بالصوت والصورة و بمساحيق ( الفوتوشوب).كنا مع كذبة أفريل واليوم مع كذبة الفوتوشوب. عصر الكذب؟
5 ـ هيئة دستورية عليا في بلد ما قرأت بأعضائها المئات فاتحة الكتاب على مناضلة عربية من بلد آخر فشا خبر موتها في الأيام الأخيرة ثم تبين أن المناضلة حية ترزق. يمكن أن يتورط الأفراد والهيئات الدنيا ولكن تورط دولة كاملة في مثل هذا؟ أليس عارا؟ ماذا لو ساءت العلاقات بين البلدين الجارين بسبب ذلك؟ عدد الذين ماتوا إفتراضيا وتم نعيهم هنا منا بالعشرات وهم أحياء يرزقون. ولأسباب حزبية وفئوية وسياسية ومذهبية دنيئة تقرأ كل يوم أخبارا مزيفة وإفتراء. ألا نستحي؟ أليس فينا من يحكم قوله( ولا تقف ما ليس لك به علم). كيف نستهين بنقل الخبر سيما عندما يقع في نفوسنا موقعا حسنا؟ ينقل إليك في السياسة هنا ما يتمناه الناس وليس ما وقع. ويتناقلونه ثم يغدو إفكا. أما في الدين فحدث ولا حرج. هناك سنة جديدة ظهرت منها دعاء ليوم الجمعة وآخر للإربعاء ودعاء لقضاء الحاجة وآخر للزواج وفيها رقى (شرعية) وأحاديث لم تدرج ضمن آلاف الحديث الموضوع ـ أي المكذوب ـ من قبل. يلزمنا علم جديد في الجرح والتعديل لنخل مثل ذلك؟
رسالتي : إتقوا الله في أنفسكم فحسب.(إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).أنت مسؤول يوم القيامة عن كل حرف تخطه أو تنقله ولو هازلا أو متشفيا غير عابئ بصحته أو بكذبه. أنت هنا صحفي مسؤول في الدنيا والآخرة فقل: (كل ما أقرأه هنا هو كاذب في الأصل ولا أبني عليه أي شيء وفي أي إتجاه فإن شئت أبحث فيه على مهل ومكث خارج هذا الفضاء)

ذاك شعارك هنا إذا أردت السلامة.

الهادي بريك ـ مدنين ـ تونس

 

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *