أ- ليس لآية الدين الأطول في آخر البقرة من مقصد عدا حشد كل الأسباب التوثيقية والبشرية والدينية لحفظ حقوق الناس المالية أن يعتدي عميل مالي قوي على عميله الضعيف بمناسبة تبادل تجاري أو تقارض ولذلك أمرنا بالكتابة في زمن أمية ضاربة تظفر فيه بألف سيف ولا تظفر بقلم واحد ولا بورقة واحدة.
ب- لم يقتصر الأمر على التوثيق الكتابي بل طلبت الشهادة من لدن اثنين على الأقل بل طلب أن يكون الإملاء من لدن الطرف الأضعف أن يستغل الطرف الأقوى مكانه فيزيد في القيمة فإن كان المدين ذا عاهة يتسورها الدائن طلب أن يتولى الإملاء على الكاتب وبحضور شاهدين وليه.
ج- امتلأت الآية بقيم العدل والقسط ولم يعذر كاتب يدّعي ألاّ يجيب ولا شاهد وتطّلب ذلك آية طويلة تركبت من جمل كثيرة احتلت زهاء ثمن كامل وصفحة كاملة بل أزيد ولم يؤذن لأي سبب يحول دون التوثيق كسامة أو تديّن مغشوش بدعوى استيثاق الدائن مدينه ومهما كانت القيمة المالية صغيرة بل حتى لو كانت معاملة تجارية يومية عادية لا بد فيها من إشهاد موثّق ارتجالا أو بواسطة وصولات المعاملة الميسرة اليو
د- حتى في حالة السفر حيث يترخص المرء حتى من بعض التزاماته الدينية فلا يترخص من التزاماته حيال حقوق الانسان المالية المادية التي اخرناها بدعوى تقديم الدين فخسرنا الدين والدنيا معا… حتى في حالة السفر يستبدل التوثيق والاشهاد إن تعذرا بالرّهن المقبوض وليس الموعود وليس كالرّهن وسيلة لحفظ حقوق الداين المادية.
ه- ربط الله تلك الاجراءات بتقواه لتكون عبادة معبودة : أقسط عند الله وبيّن مقصدها بنفسه : أقوم لشهادة ثم ختم هذا المشهد الحقوقي العجيب بأمر لم يرد أبدا في الكتاب كله وهو أن كاتم الشهادة آثم قلبه تفظيعا وتبشيعا وترهيبا إن تكتّم أي شهادة دعيت إليها أم لم تُدع فتكون العاقبة انتهاك حقوق الإنسان المادية ناهيك أن شاهد الزور الذي ساهم في غمط حق مادي لأي إنسان لا يكون عقابه يوم الدين سوى الغمس في النار.
ذلك هو المقصد القاصد من أطول آية أي فعل كل شيء ممكن لحفظ الحقوق المالية للانسان إذ تلك كرامته وحريته وهو دليل كاف على أن التشريع الإسلامي تشريع مدني متحضر مترقّ لأنه يسلك مسالك الكتابة والتوثيق والإشهاد والتخزين والضبط الإداري الذي يستخدم إحصاءات تكون منطلقا لتخطيط ودراسة وبحث يقطع مع الخرص والظن وذلك يعني قيام موءسسا ادارية تحفظ تلك الحقوق ويلتقي ذلك عضويا وموضوعيا مع موءسة العاملين عليها في مسالة الزكاة.
ولا بد من قطرة تالية أتفرغ فيها للجزء الثاني مما عزمت عليه أي تصحيح قولنا الجاهلي إن المرأة هي نصف إنسان أو شطر فحل بدليل متهافت. إن شهادتها هي نصف شهادة الرجل ثم لما زينت لنا تلك العاهة العقلية طفقنا نجمع كل ضعيف و موضوع من روايات واهية أو أولناها بما يتوافق مع نزوع عربي جاهلي قديم وصل حد واد المراة بسبب انوثة فاجرة بلاها بها باريها.
يتحرر ذلك في قطرة تالية !