وبدأت الحريات الدينية تضيق من جديد في تونس

لم أصدق في البداية أن السلطات منعت فعلا إقامة صلاة العيد خارج المساجد حتى قرأت أن أحد الأئمة حُقّق معه في الغرض في مدينة بالجنوب الغربي وهو الأمر الذي تزامن مع إطلاق حريات العدوان على المقدسات ولن يكون آخرها الاستهتار الذي أدلت به مسؤولة رفيعة المستوى بالإدارة ساخرة من عبادة التكبير بصوت مرتفع في المساجد يوم العيد اذ نقل عنها قولها “على أي شيء يشكر المسلمون ربهم؟”!

صلاة العيدين خارج المساجد سنة مطلوبة

هي سنة ولو أسمعنا المانعون لها مصلحة واحدة أو مفسدة واحدة من مثل تعريض الأمن للاضطراب مثلا لالتحقنا بهم موازنة بين المصالح والمفاسد أما منعها بعصا الدولة وحرمان الإنسان من مقاصدها العظمى فهو العدوان غير المبرر على الحريات الدينية ولا يتسع المجال هنا لذكر المصالح التي لأجلها انتقل عليه السلام بالناس من إقامتها في المسجد إلى خارجه.

فهل سيحقق مع هذه المسؤولة الحكومية أنها عرضت الله نفسه سبحانه للسخرية وكذا شعيرة العيد ونالت من قدسية الدستور ذاته أم أن التطاول على جناب الله وحرمة الدين مضمون مشروع لأنه حرية شخصية، وعندما يمنع الناس من تنفيذ سنة نبيهم دون إيراد مبرر راجح ويحقق مع بهض الأيمة يؤطر الأمر تحت طايلة العدوان على الإدارة وهيبة الدولة.

لم يعد خافيا على أحد في تونس أن الحريات الدينية التي أفرجت عنها الثورة من بعد سجن لعقود طويلة بدأت في دخول المعتقل بتدريج ذكي، بل هو غبيّ لأنه يطلق الأيدي الطولى نيلا من الاسلام.

سيقول السياسيون الذين يصمتون عن هذاالتراجع المريع ـ فلا يكافح بما يناسبه إعلاميا وسياسيا ـ أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض أي يوم تلاحقهم هم أنفسهم آلة النظام البائد القديم في حرياتهم الحزبية، إذ يبدأ انقراض الحريات بنقضها فرديا أولا ودينيا، أي يجس النبض حيث يكون حيّا، فإن كانت العلامة إيجابية بدأ الإجهاز على بقية دفاعات المجتمع.

وليس بعيدا أن يتزامن الأمر سيما في وتيرته الحثيثة والمغلظة مع إعادة تأسيس النهضة على أسس جديدة تريح أعداء المشروع الإسلامي من معارضة سياسية متلبسة بالدفاع المباشر عن الهوية.

دعنا نستريح إلى أن المجتمع الذي أنهكته عقود طويلة من العدوان على الإسلام مؤهل اليوم وسيتأهل قريبا في إثر رؤيا منامية للذود عن حياضه في وجه دولة يستخلصها النظام البالي بادارته المشبعة بالحقد العالماني في مواقع مهمة مؤثرة وفي ظل فراغ سياسي يحمي المجتمع.

دعنا نصدق أن الدولة الجديدة هي دولة الشعب حقّا وهي دولة الثورة فعلا وهي المستأمنة على الدستور وهي راعية الإسلام والعربية والحرية.

دعنا نصدق أن المعركة لم تعد بحاجة إلى ذئب وحملان فقد اختفى الذئب وأمّنت الحملان.

نظري يقول لي أننا في مقتبل معركة جديدة شرسة وأن توازن الرعب في كل الساحات حتى بينك وبين نفسك هو الضامن ـ بسنة الله سبحانه ـ لتوازن العدل، فلنحتفظ بـ”أسلحتنا” ولنلزم الحذر إذ المنطقة بأسرها في أتون من العداوات ساخن

اللهم أبقنا مقاومين حتى نلقاك صدّيقين اأو شهداء.

الهادي بريك ـ ألمانيا

 

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *