مسرور باعتقال العودة

جلست لزهاء ساعة ونيف مع مجموعة من الشباب الجامعي السعودي واستدرجتهم الى الحديث عن السياسة متوسلا بمفتاح الفكر وتظاهرت بالسوءال عن مكتبة أطفىء بها حرقة القراءة فأجمعوا في صوت واحد على ان مكتبة جرير لا تضاهي دوليا في استيعاب كل ما يصدر في الارض كلها . قلت لهم وهل اجد فيها كتبا للشيخ الدكتور سلمان فهد العودة فاطرقت الروءوس التي كانت قبل قليل مشرئبة وانغضت وخيم صمت مرقوب لبرهة حتى قطعه احدهم – طالب صيدلة – بقوله ان هذا الرجل كان ثوريا ولقي الذي لقي . سياق الصوت والظلال التي لا يلتقطها سوى المستمع يقول انه فعل خيرا اذ تاب – هذا الداعية – عن ثوريته ولكن لا يشفع له ذلك ان يكون من المقبولين . هنا تجاسرت اذ كان اللقاء حميميا منشرحا وسالت عن احتضان مكتبة جرير ” الدولية ” لكتب القرضاوي فجاء الرد هذه المرة أشد حدة وبلا تردد ولا مواربة : القرضاوي عدو السعودية. الحقيقة اني صدمت لاستخدام العداوة وربما لان هذا الامام الفقيه الثائر المعاصر له اكبر الفضل – ولله الفضل الاعظم – في رحلتي المعرفية. اتسات بيوسف ولم ابدها لهم ان يفيء هذا الحوار الشيق الى ما لا اريد.

العالم شاهد على عصره او مشهود عليه

في ظل الخناق المضروب ضد الحريات – والاسلام عندي عنوان الحريات من حرية الاعتقاد الى حرية الالتحاء و التسربل- فان الوضع الطبيعي للعالم الذي يوءدي أمانة علمه هو وضع الناصح المعارض بلسانه او قلمه او بوعاء يتخذه اما الركون – بله اللهث في ركاب وكلاء الصهيونية – فهو الموات له .

كنت منزعجا – ورسمت هذا – ان تفرض على هذا الرجل الكبير : الشيخ الدكتور سلمان مما تنوء الجبال بحمله وكنت اعرف انه اكبر بقوة الله سبحانه من ان يزل الى الركون ولكن قد يكون الصمت هو الخيار الاخير قبل الإعتقال واليوم قرات نبأ العدوان على حريته فسررت لا شماتة والله بل حبا ان يظل نبراسا يفتح الله به قلبا غلفا . دعيت مرات الى إلقاء كلمات بالمناسبة وكنت في كل مرة اشيد بكتابه القيم وأقتطف منه شهودا : افعل ولا حرج وهو حقا من اعدل ما قرات في موضوع الحج.

اشد ما يعجبني في الرجل : شجاعة فكرية

واكبت حواره التاريخي قبل ربع قرن كامل – عبر المسجلات الصوتية – مع المرحوم. محمد الغزالي وكنت قبل ذلك قد اطلعت. على طعونه – من موقعه السلفي السابق – ضد المدرسة التي سُميت يومها عقلية . ولما تخلى هذا الرجل الكبير عن آرائه السابقة والتي قادته الى السجن صحبة الشيخ سفر الحوالي وبها اصبح زعيما في ذلك التيار عظم موقفه في كثيرا وعرفت ان الرجل عبد للحق معه يدور حيث دار وليس للهوى والزعاماتيات العنترية ثم انداح بلسانه وقلمه يبسط العلم والفقه والحكمة .

تلك الشجاعة الفكرية التي بواته زعامة لم يكن هو الباحث عنها هي التي تأبى عليه اليوم ان ينحني للإعصار .

سررت لموقفه وابتهجت لرصيد كفاحي جديد يبووءه عند ربه مقام العلماء المقاومين وبين الناس مقام الرواحل والعدول .

اللهم فرج كربه وانصره على اعداء الدين والحرية .

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *