احب الأذكياء ولست منهم : قصة واقعية

تحدثت في خطبة الجمعة عما أسميته تامين تقاعد مريح من لدن الموءمن في حياته بما يدر عليه شآبيب الرحمة والهناء في اقامته البرزخية التي قد تطول أحقابا . كذلك قرات الحديث النبوي الصحيح : اذا مات ابن ءادم انقطع عمله الا من ثلاث : ولد صالح يدعو له او صدقة جارية او علم ينتفع به.

بلسان معاصر يعتمد المقارنة رأيت انه عليه الصلاة والسلام يفتح امام المسلم ثلاثة مشاريع استثمارية عظمى ابى الا ان يعينها تعيينا تقوم مقام التقاعد الذي يسعى المرء لضمانه لنفسه قبل موته وقد يدركه قبل وفاته وقد يموت قبل ان يستمتع بما وفر.

عنوان المشاريع الثلاثة هو الاستثمار في الانسان الذي اما ان يكون ولدا صالحا وهو ما أسميته استثمارا في الاسرة اذ الاسرة هي مصنع الانسان او مالا خصبا وفيرا يتحرر به الانسان من الاحتلال او المديونية او المجاعات او الانقسامات او علما ومعارف وبحوثا ودراسات يتحرر بها الانسان من الأمية والجهل والتخلف والفقر الذهني.

بعد الصلاة جاءني رجل قال لي انه سمع شيخا يقول ان من ابتلي بالعقم او لم تتوفر له اسباب الزواج او الإنجاب لاي سبب فان له الا يحرم نفسه من العمل في الحقل الاستثماري الاول اي حقل الاسرة التي يهب الله بها الولد الصالح – الولد يذكر ويوءنث ويفرد ويجمع – وذلك بان يستثمر في ولد ليس من صلبه يكفله ويغذوه ويعلمه حتى يكون إنسانا ايجابيا فاعلا في الحياة .

قلت له لا فض فو هذا الشيخ ولا فض فوك معه. هذا هو الذكاء المحمود وهو ذكاء مزدوج :

١- ذلك ان الذي يستمع الى هذا الحديث وأبعاده الكبرى ومعانيه العظمى وهو عقيم او لا أرب له في النكاح او لا قدرة له عليه فليس له ان يحزن او يشعر الا مكان له في ظل نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام سيما اذا صد ان يكون من اهل الاستثمار المالي او المعرفي . بل يعد نفسه معنيا بكفالة ولد ليس من صلبه اذ العبرة بمقصد الحديث اي الاستثمار في الانسان.

٢- توسيع دايرة الاستثمار في الانسان فلا يحصر في الصلب وهو ما يتوافق بالكلية مع حديث ءاخر صحيح يحمل اعظم بشرى لمن يحرر بماله الانسان المكرم من سجون الفاقة : انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وقرن عليه الصلاة والسلام بين سبابته ووسطاه.

احب الأذكياء ولست منهم.

والله اعلم .

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *