الحركة الاسلامية وتجديد الدين

اخرج ابو دَاوُدَ عن ابي هُريرة انه قال صلى الله عليه وسلم : ان الله يبعث لهذه الامة على راس كل ماية سنة من يجدد لها دينها.

الدين والتجديد : خصمان ام صنوان؟

الدين المقصود في الحديث هو الاسلام . الاسلام دين مركب اي يكفل مساحات متنوعة ولو لم يكن كذلك لما اختاره الانسان – الذي هو كاين مركب – ولما تسنى له به ان يعالج حياة مركبة .

الاسلام لولا قابليته للتجدد لما أمكنه ان يعالج الحياة المتجددة اذ انه كلما انفتحت التطورات على آفاق جديدة جاد بطاقاته الاجتهادية ليستوعب الحديث .

سر التجدد في الجهاز التشريعي الاسلامي.

ينفتح الاسلام للتجدد بسبب منزعه التركيبي كما أنف القول اي طبيعته الجامعة الموضوعية وليس الموضعية الجزئية وكذلك بسبب منزعه المقاصدي لاالوسايلي – وليس النصي كما يهرف السذج من الجانبين – . منزعه الغايي الهدفي يجعل تشريعه يدور مع العلة والمصلحة كما يجعل العقل متشوفا الى النظر .

بذا يكون الاسلام قائما على الاستيراد والاستصدار معا فلا ينغلق حتى وهو يعلم الانسان انه الدين الحق ولا يفرض نفسه بالاكراه بل يعلن قدسية الانسان بعقله.

حتى في المربعات العقدية يقوم التشريع على البرهان والحوار والعلية والاستصلاح ويقتحم المعارك الفكرية على تلك الأسس .

الخلاصة من هذا هي ان الاسلام يتجدد فاذا تجدد الفى التجديد نفسه في المسار الاسلامي وبذا مات الدين الذي خشي التجدد واغتال التجديد الانسان عندما ظن انه يوءمن حياته – وليس عيشه – عفوا من سنن الفطرة ونواميس الكون.

الحركة الاسلامية : مبعوث الله لتجديد الدين.

مظاهر التجديد التي بلورتها الحركة الاسلامية المعاصرة:

١- استعادة المنزع الجماعي للاسلام بعد ان نجح الانحطاط والتغريب في طمسه ليكون هجينا شبيها بالمسيحية .

٢- تثوير المنزع المقاصدي الاستصلاحي في تشريع الاسلام بما فتح افاقا رحبة للاجتهاد على اساس استيعاب الواقع ومعالجته.

٣- استعادة القراءة الموضوعية لحسن فهم الرسالة العامة للاسلام من بعد ما عصفت القراءة الموضعية بالعقل لتجعل التشريع عضين.

٤- استعادة المكانة الصحيحة للعقل نظرا وتفكيرا بعد ان نجحت السلفيات الشرقية والغربية في اسباغ الدين بالرداء الاورتودوكسي ليكون التقليد حسنة والتعقل هرطقة .

٥- استعادة المنزلة الصحيحة للمراة بعد ان جعل منها التدين التقليدي كائنا تابعا للرجل بعلة الجنس والفحولة او سقط متاع حظه طاعة رييس بيت الطاعة. ينهق الحمير فيطرب الفحل وتصلي المراة جَهْرًا فيكون صوتها عورة يغوي الفحول بها.

٦- استعادة الطبيعة السياسية للاسلام ليقتحم المعارك الانتخابية ويفوز بها ويحجم التوسع العالماني ويبصر الناس بحقوقهم وينافس الأنظمة الوراثية الفردية ويفرض عليهم بعض التنازلات او يفضح ارتباطاتهم الخارجية. وكان الدين قبل ذلك مخدرا للناس او حبيس الكهوف المظلمة.

٧- اقتحام الديمقراطية وتبنيها بحسبانها ادنى نظام سياسي واداري وسيط يقطع مرحلة العبور من الغياب الى المشاركة بمنهج التشريع القائم على التدرج والواقعية . وقبل ذلك لا مجال الا للفرار تصوفا سياسيا او حشما خادما للطغيان.

٨- ولوج الحداثة من الباب الرئيس ندا للتجربة الغربية على قاعدة الاستيراد والاستصدار وليس امعية تابعة ولا رفضا دغمائيا.

٩- تصحيح قيمة الجهاد تحريرا للانسان وليس إكراها له .

١٠- استعادة قيمة الحرية ليكون الانسان سيدا في مملكة خالقه واستجماعا لاسباب العمارة عدلا وخيرا وقوة .

خلاصة :

– الاسلام يتجدد والتجديد يغذيه ولا يبدده.
– التجديد وعد الهي وأمر نبوي ومهمة اسلامية.
– الحركة الاسلامية المعاصرة هي القيومة على تلك الفريضة سواء كانت مجموعات او مفكرين او مصلحين سياسيين .
– اظن ان قرننا هذا والقرون القريبة القابلة ستظل حقلا لهذا المبعوث : الحركة الاسلامية .. لتعميق التجديد وتوسيعه.

معركة التجديد من اهله وفِي محله وعد الهي يحفظ الدين فلا تهتم بالاطفال الذين يصيحون لتعويقها و لا بعبيد الفكر الغربي الذين يلغون فيها .

سوءالك الصحيح هو : اين انا منها؟ متفرج؟ مشارك؟ لاه؟ ساخر؟ متابع جاد ؟ مساند ناقد؟

والله اعلم.

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *