ألا ما أشقى الطغمة السعودية المتذيلة لسفاح العصر الدجال ( ترمب ). شرذمة سعودية غبية تجلس على بحار هادرة من الذهب الأسود ( البترول ) فجعلت منه نقمة عليها وعلى البشرية إذ هي تصدّره بأثمان بخسة ومقايضات مذلّة إلى القتلة الذين يجعلون منه براميل نارية متفجرة تعصف بالأبرياء وعدد الجوعى في الأرض يفوق عدد الشبعى فيها. أليس ذلك هو صنيع عاد وثمود الذين غرتهم قوتهم عمادا سامقة وجبالا خضدوها فأخذهم الذي هو أشد منهم قوة بأخذه الأليم الشديد؟
الا ما أشقى حكام السعودية الذين أرهقوا الأمة لعقود مضنية بتصدير ( الثورة الوهابية ) كما فعلت إيران الطائفية الحقود وهي تصدّر تعاستها العنصرية فلمّا أفل نجم سلفية بخسة يقايضون بها مساعداتهم إلى البلاد الإسلامية حسدا أن يظل الأزهر الشريف ذات يوم مرجعا فقهيا للمسلمين خلعوا دثار الوهابية والسلفية وجاء النبي الكاذب ( محمد إبن سلمان ) يبشر بهجين خليط بين الليبرالية والعلمانية. ولكنها العلمانية العربية التي لا تأخذ من العلمانية الغربية بعدها التحرري الحقوقي بل تبدأ طريقها بإعلان الحرب ضد الحريات والحقوق. أما آن لهؤلاء وغيرهم أن يعوا أن الزمن الذي كانت فيه الدولة تكمّم الأفواه بسبب الرخاء الإقتصادي ولّى ولن يعود؟ ذلك هو المسلك نفسه الذي كان يسلكه المخلوع بن علي الذي يؤويه سفاحوا السعودية. عصر الحريات والحقوق ومقاومة القهر أقبل وهو فجر صادق ولو إنقلب عليه الأروبيون أنفسهم أو الأمريكيون لثارت ضدهم شعوبهم فما بال هؤلاء الحمقى العرب في شبه الجزيرة العربية ومصر وسوريا وغيرها؟
سلمان العودة بين الشهادة والسعادة
مرّت بنا قبل أيام قليلات ( 29 أغسطس) ذكرى إعدام سيد قطب عليه الرحمة ولك أن تختلف معه فكريا ولا تثريب ولكن عليك أن تحترم الرجال عندما يمهرون معتقداتهم بدمائهم إذ لا تزهر الفكرة فتثمر إلا عندما تروى بالدماء والمجاهدات. أما إتخاذ الأرائك متكآت وثيرة والتشدق بأنه لا قطعية في القرآن الكريم فيحسنه كل لئيم قعود يوشك أن يرهن ذمته في أسواق النخاسة. ذلك ما فعله الغلام عدنان إبراهيم الذي ظل لسنوات يجلب الشباب إلى حظيرته بلسانه المفوّه وواسع إطلاعه حتى غفر له الناس عرضه لقامات البشرية ـ الصحابة الكرام ـ في مقام لا يليق بمن يعتلي المنابر فلما وضع يده صراحا براحا في ركاب طغمة الإمارات العربية المتحدة مثنيا على وزير الخارجية أفل نجمه وذلك مصير كل نجم يغوي الناس دهرا ثم يكشفه الله لهم بزلة لا تغفر وليس هناك زلة لا تغفر عدا أن تكون نعامة بين أيدي السفاحين أعداء الثورة والثائرين والمقاومين. وتلك هي علامة حياة الأمة أنها تغرّ بالتشدقات طويلا حتى إذا صعقت في عظمها أي في مقاومتها أفاقت وإنتفضت. إنها لنكبة ناكبة ألاّ يظل على درب المقاومة ـ أو الصمت على الأقل ـ من الدعاة والإعلاميين إلا قليل من قليل. أما الشيخ العودة ـ حفظه الله ـ فهو بين الظفر بأحسن ختام : الشهادة في سبيل الله سبحانه مقاومة للقهر السعودي في ساعة عسرة صمتت فيها ألسنة كذوبة ملأت علينا الفضائيات قصصا باردة وكلاما أكثره مكذوب عن البرزخية والقبر في تجاهل تام مقصود أن الأمة اليوم تعيش في قبر الدنيا الذي ملأه الطغاة والسفاحون جحيما. وبين التربع على عرش السعادة في الدنيا حبّا من الناس وودّا منهم إذا كتب الله له حياة جديدة. الجزع ليس عليه حفظه الله ولا على المصلحين المعتقلين لدى طغمة آل سعود سواء كانوا ليبراليين أو دعاة. إنما الجزع على الحركة العلمائية الدعوية التي شهدت في السنوات الأخيرة إنكسارا واضحا وإنحناء أجلى وذلك إمتحان يخضع له كل مصلح حتى يميز الله الخبيث من الطيب. الخبيث من يقرّ السفاح على سفاحته والطيب من يقاومه
بين التشدق بنفي القطعية ومقاومة الفساد بون شاسع
بلينا في هذه الأيام النكدت بأقزام إستبد بهم الغرور يقاومون المحكمات الدينية حتى وهي صحيحة بارزة في أصح كتاب أعجز العرب الأقحاح الذين صنعوا من الحرف العربي بحارا رقراقة من البيان بلاغة ساحرة وفي الآن نفسه لا ينبسون ببنت شفة واحدة لمقاومة ما كبّره القرآن الكريم وقدّمه وعظّمه أي مجابهة الخط الفرعوني أينما كان. عندما يخطئ العالم المقاوم يجب أن نوفر له ألف عذر وعذر لأنه مقاوم يفدي حريات الناس وحرماتهم بحياته وهي أغلى ما يملك. أما عندما يتبجح علينا قاعد معربد متشدق بلسانه فيجب أن نكون عليه عسرا متشددين لأنه يعالج نصا حيا ينبض بالدفع إلى مقاومة الفساد في الأرض ولكنه يتعامل معه كأنه يغسّل جثة هامدة بين يديه. هذا الكتاب العزيز أعجز ببيانه العجيب فطاحلة وجهابذة وما نالوا منه إلا كما ينال من يضع بنانه في كوب ماء ثم يرفعه إلى فيه. لذلك لا بدّ من التواضع أوّلا. ولا بدّ من صناعة الحياة إغترافا من كتاب الحياة. أما صناعة الموت والجمود وإثارة التشدقات الباردة ومهادنة السفاحين والصمت عن جرائمهم وهي قضية القرآن العظيم الأولى قطعا مقطوعا فلن يظفر أصحابه إلا بالرثاء حتى لو قدّموا أنفسهم أنهم ضحية أمة جاهلة مقلّدة لا تقيم لحرية الرأي في الدين وزنا. كن مقاوما وسترى التقدير والحرمة حتى لو أخطأت مليون مرة ومن ذا الذي لا يخطئ؟ لم أجد في الدين أقطع من وجوب مقاومة الإستبداد والإكراه والحيف والقهر ولذلك إمتلأ الكتاب العزيز بالقصة الفرعونية إمتلاء عجيبا
الإسلام لا ينفك عن المحاربة أبدا
لماذا؟ لأنه يحمل إلى البشرية تحررها الحقيقي ولأن الإنسان مفطور على الفجور إنفطاره على الخير ومن هنا تظل المعركة ضارية ضاربة أوّارة موّارة. معركة الإسلام هي معركة الحرية مع الإكراه وما عدا ذلك فروع صغيرة. طلائع المعركة هم العلماء والإعلاميون معا فإن تقدم هؤلاء برق الأمل وإن ركب هؤلاء مراكب السفاحة فإن النفق سحيق مظلم
الهادي بريك ـ ألمانيا