أنا أحد الظلاميين المقصودين بتصريحك في مؤتمر الفرانكفونية الأخير إذ إعتبرت في تدخل سافر في شأن تونسي داخلي أن مشروع لجنة الحريات الفردية برئاسة السيدة بشرى بلحاج حميدة هو إنتصار على الظلاميين في تونس
إليك أيها المستنير الكذوب : ماكرون
أوّلا : الظلامي هو من يدافع عن بلد حكم بالسجن على أحد أكبر رجالاته فكرا ومقاومة سياسية أي الفيلسوف الفرنسي روجي قارودي الذي قضى نصف قرن كامل من حياته سكرتيرا أوّل للحزب الشيوعي الفرنسي فلما إعتنق الإسلام أهيل عليه التراب ولمّا ألّف كتابه ( الأكاذيب المؤسسة للسياسة الخارجية الإسرائيلية ) حوكم وفرّ بجلده إلى البلاد العربية ليموت هناك. لم تكن أنت ـ يا حضرة المستنير الكذوب ـ شيئا مذكورا في تلك الأيام وجدير بك أن تدرس تاريخ بلاد تحكمها
ثانيا : الظلامي هو من حرّض كلابه قبل سنوات قليلات لتنهش جسد سيدة فرنسية منتقبة ظنت خطأ أن لها حقا في شواطئ وطنها الأمّ فرنسا ككل فرنسي وفرنسية. أنا لا أنتصر للنقاب ولا أعدّه عدا تدينا مزيفا ولكني أموت شهيدا دفاعا عن حق المنتقبة في إنتقابها حرية شخصية بمثل حق العارية في عرائها حرية شخصية. تعلّمت قيمة الحرية من الدين الظلامي فهل أسعفتك إستنارتك يا حضرة المستنير الكذوب أن تعامل الفرنسيات على قدم المساواة؟
ثالثا : الظلامي هو من يحتفظ في سجونه بالمفكر الكبير الدكتور طارق رمضان ولمدّة ناهزت نصف عام كامل إنتقاما منه أنه إبن الحضارة الغربية ولسان فرنسا عدا أنه يختلف دينا فحسب وثأرا منه أنه إنتصر قبل سنوات على أحد أسلافك في مناظرة فضائية حيّة على الهواء. لكم أنت سخيف يا حضرة المستنير الكذوب عندما تحرّض كلابك على قامة فلسفية مثل هذا الرجل الكبير ومن تلك الكلاب إحدى الفاسدات التي إدعت أنه إغتصبها. أما آن لي أن أقول أن فرنسا مقبرة الفلاسفة والمفكرين وهم منها ترابا ولحما ودما ولسانا؟ ذاك روجي قارودي وهذا طارق رمضان
رابعا : الظلامي هو من يفتخر بأسلاف هجموا ذات يوم على الوطن الجزائري العظيم فقتلوا ونهبوا وسلبوا وسلخوا ودمّروا وحاولوا فرض العلمانية الفرنكفوية اليعقوبية المتطرفة على أبناء الجزائر فتصدى لهم المجاهدون الذين ظلوا يقاومون بالنار وباللسان والقلم قرنا كاملا ونيف حتى تحرروا وفرّ أسلافك خائبين أذلاء
خامسا : الظلامي هو من ينتسب إلى بلد يتغنى بالديمقراطية فلما إختار الشعب الجزائري الحياة الديمقراطية وفاز الظلاميون في إنتخابات 1991 لم تصبر فرنسا يوما واحدا وأرسلت بدباباتها تحطم صناديق الإقتراع وفتحت بذلك لفيالق الإرهاب بابا عريضا وعاشت الجزائر حقبة دامية. رجال الجزائر عمالقة أبناء عمالقة أما أقزامك يا حضرة المستنير الكذوب فلا يسعدهم إلا أن تكون الديمقراطية حلالا على فرنسا حراما على الجزائر
سادسا : الظلامي هو من مكّن المقبور المنصف بن علي ـ شقيق أحد بيادقكم في شمال إفريقيا أي المخلوع بن علي ـ من الفرار من باريس بجواز دبلوماسي بعدما إنكشفت تجارته الدولية بالمخدرات وفيها رؤوس فرنسية كبرى أكرهت النافذين يومها على التخلص من تاجر الموت تسترا على تلك الرؤوس
سابعا : الظلامي هو من إغتال الشهيد فرحات حشاد رمز مقاومتنا الوطنية لإحتلالكم يا حضرة المستنير وكان ذلك بأيدي الألوية الحمراء التي تسيرها الإستخبارات الفرنسية أيام الإحتلال. سل التونسيين عن هذا البطل القومي الكبير فرحات حشاد إذ ظل رمزا للمقاومة وسيظل إن شاء الله
ثامنا : الظلامي هو من أكره الرئيس السابق بورقيبة على أن يبيعكم الملح بأبخس الأثمان وأشياء أخرى ستكشف عنها ثورة الظلاميين يا حضرة المستنير. تونس بلاد الملحاء ولئن أكرهت على التفريط في ملحها للمحتلين ذات يوم فإنها تصنع الرجال الذين يستعيدون مجد تونس إن شاء الله
تاسعا : الظلامي هو من يخلف رئيسا سابقا لفرنسا زار تونس أيام الجمر الحامية في 2009 وهو الحقير جاك شيراك الذي صرح بوقاحة مثل وقاحتك أن التونسيين يأكلون ويشربون ولا يحتاجون إلى الحرية. إهانة أكرهتنا الأيام الكالحات على إسرارها في النفوس يوم كانت السجون تعجّ بالأحرار ومثلها المنافي
عاشرا : الظلامي هو من يعتزّ بلائكية فرنسية يعقوبية متطرفة تطرفا شذّت به عن المحيط الغربي كله والمحيط الأروبي كله. إدرس دستور بلادك يا حضرة المستنير 1905 لتدرك أن الظلامية هي الحالة القيمية التي إنتهت بتصهين المسيحية وبتصلّب النصرانية ( نسبة إلى الصليبية ). إدرس تاريخ الأديان حتى تعلم أن المسيحية التي إستقدمتها روما لتتمسح تروّمت وأن اليهودية التي حوكم العقل الفرنسي الأعظم ( قارودي ) بسببها تصهينت. الظلامية هي قيمة الإكراه التي تحنّ إليها. أما الإسلام فهو عنوان الإستنارة ورمز العدالة وصانع الحرية وأبو الكرامة. الظلامية هي عقيدة نابليون بونابارت الذي أغرته بلادك بغزو مصر العظمى. إدرس التاريخ لعلك تقرأ هذه الأبيات المنظومة في أعقاب فشل الغزوة وأنا أعيد توجيهها إليك حتى تيأس من إحتلال تونس الزيتونة والثورة معا من جديد
دار لقمان على حالها … والقيد باق والطواشي صبيح
أجل. دار لقمان التونسية ( مصباح بن جربوع) على حالها وقيد جنودك باق لا يصدأ والطواشي ( الحارس ) هو : الثورة
خذها إليك يا حضرة الظلامي من مسلم تونسي لا يدّعي الإستنارة لأن الإسلام قمر منير بطبعه
الهادي بريك ـ ألمانيا
brikhedi@yahoo.de