ما ان ظهر في تقرير هيئة الحقيقة والكرامة ان عدد الوشاة في العهد السابق ناهز الأربعين ألفا حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بخطابات لا تليق عندما تصدر عن المناضلين ضد تلك العهود الكالحة.
ادرك ان هذا الذي اكتبه يسير في الاتجاه المعاكس بمثل ما ادرك ان اكثر المقاومين الحقيقيين والمخلصين يشاطرونني هذا ولكن لم تسعف كثيرا منهم جرأة السير في الاتجاه المعاكس عندما يكون ذلك فريضة وطنية .
اول ما ادعو اليه هو التمييز بين صنفين من اوليك الوشاة ( ولا داعي لاستخدام ألقاب سوقية منحطة تلوث قلم المناضل قبل ان توءذي الواشي نفسه ).
صنف الذين تولوا كبر هذه الجريمة الفاسدة واكثر هؤلاء يتحصنون بمواقعهم في النظام البائد اذ هم الذين سخروا الدولة واجهزتها وثروتها لتعقب الاحرار . هوءلاء جديرون بالتشهير ومنهم حزبيون بارزون وإعلاميون فاسدون ومسوءولون مازالت كلمتهم عليا و يدهم طولى بل منهم من يتحصن ب( قرطاج ) و ( القصبة ) و ( باردو) و بالتحالف الحاكم .
وصنف البسطاء والسذج ممن قهرتهم اوضاع الاستضعاف بمثل ما قهرت المناضلين انفسهم فوقعوا فريسة للترهيب تارة والترغيب تارة اخرى فانساقوا خلف كبار المجرمين .
لا يبرر الجريمة احد ولكن العاقل يميز بين اركان الدولة وحزبها وبين سوقة الناس . الم يخبرنا عليه الصلاة والسلام عن ذلك التمييز في حديثه عن هدم الكعبة اذ قال ( يخسف بهم جميعا ثم يبعثون على نياتهم )؟ الم يعف عليه السلام عن كل اوليك البسطاء ولم يوءاخذ عدا من تورط في اذى النبوة بشعره ؟
كما ادعو الى عدم نشر اسماء الوشاة من الصنف الثاني وليس الاول. الم تلجىءظروف القهر بعض المناضلين انفسهم لمثل ذلك ؟ هل تنشرون أسماءهم ؟
لا تكونوا من الذين اذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد واذا سرق فيهم القوي خلوا سبيله.
العدد كبير وهذا يعني انشاء عداوات حمقاء مع اربعين الف عايلة تونسية ومثلهم عددا اصهارهم وأبناؤهم وغيرهم أضعافا مضاعفة.
ماذا يكون موقفكم من قيادات حزبية نضالية فعلوا ما هو انكى اذ فتحوا قنوات تخابر مع ادارة المخلوع بن علي وبعضهم ءامن في المنفى الغربي وبعضهم ءامن هناك؟
أوصدوا هذا الجرح الغائر لان فتحه لا يتناسب مع الوضع الدقيق لبلادنا وثورتنا.
يسعنا المستقبل وتسعنا تحدياته ولا تشوشوا على اقلام تدون التاريخ.
الهادي بريك – المانيا