هذا السفاح هو الذي كان ينفذ خطة المخلوع بن علي لسحق الإسلام ولو اقتصر الأمر على الإسلاميين لهان امر لا يهون. المتورطون في جريمة تجفيف منابع الإسلام في تونس ( ارض الزيتونة العظمى ) في عشرية التسعينات حقهم المحاكمة والمساءلة وليس الإشادة ولا حتى المصالحة . من أراد العفو وهو بالإحسان أولى فليعف عن حقه والعفو عن حق المجتمع الذي حيل بينه وبين دينه يسمى في فقه القضاء افتئاتا . يكون العفو عن جلاد أو عن واش ويكون في الحق الشخصي. أما العفو عن سفاح مثل القلال وعن جريمة خلفت اثارها الكئيبة فلا يسمى عفوا بل يسمى اغتصابا لحق الضحايا . لم لا نعفو عن المخلوع نفسه إذن؟ ماذا قدم هوءلاء السفاحون للضحايا ؟ حتى مصير المطماطي مازال مجهولا. اطلبوا منه ان يدل والدته المشوية كبدها عليه وبعد ذلك اعفوا عنه ان شئتم . استطعتم العفو عنه ولستم قضاة وعجزتم عن استنطاقه ليدلكم عن قبره؟ هذه جرايم مركبة كان الإسلام فيها هو المطلوب وهذا السفاح نكل بالمساجين بعد سجنهم وعرض الحرائر للاغتصاب وتشفى من الأبرياء من جيراننا وأقربائنا كما لم يتشف عدو لدود من عدوه.
لست ضد المصالحة ولا حتى ضد العفو وكتبت هذا ونلت حظي من السباب ولست نادما . ولكني ضد العفو عن حق الضحايا بدون تفويض منهم وضد الصفح لمن تورط في تجفيف منابع الإسلام من موقع حكومي متقدم .
شراذم بورقيبة والمخلوع لم يتواضع أي واحد منهم ولو نفاقا تعبيرا عن اعتذاره عدا الغرياني بل استغلوا الخلق الرفيع لضحاياهم ( النهضة ) ليسخروا من الثورة نفسها كما فعل السبسي الذي لم تروه دماء اليوسفيين .
هذا هو المعنى الحقيقي الذي يجسد كيف نعطى الدنية في ديننا .
المصالحة هي لأجل وطن هو تونس ولأجل تجربة ديمقراطية هي مفتاح النهضة والقوة .
لا اقبل ان يمرغ امرىء انفي في التراب كائنا من كان .
من أراد إرخاص نفسه وإذلالها بعدما اعزه الله بدينه وحريته فليفعل ذلك باسمه وليس باسم الشهداء والضحايا وعليه ان يقبل قدمي الأم المكلومة الحيرى ( والدة كمال المطماطي ) الف مرة قبل ان يخلع القاب الفخر على سفاح أثيم مثل القلال وكل رموز بورقيبة والمخلوع .
وبعد ذلك وقبله لا أطن ان من السياسة لطم شعب انتخبك بهذه اللطمة القاسية وأنت تطلب أصواته للمرة الرابعة .
كفوا أقلامكم عن قول الباطل والصمت يسعكم .
الا تفعلوا يصدق الناس فيكم ما تسمعون وتقروءون .
احفظوا لهذا الصرح العظيم ( النهضة ) ما يستحقه من حرمة وعزة ووفاء وليست السياسة امعية أو رداء لا لون له بل هي مقاومة من جنس المقاومة التي كنتم في حياضها قبل سنوات قليلات.
عوا رسالتكم وإلا تفعلوا ينفض الناس من حولكم وأنا اول المنفضين .
الهادي بريك -ألمانيا