في مثل هذا اليوم 17 رمضان 2هجرية لقن المسلمون العدو القرشي الغازي في منطقة بدر درسا بليغا دونه القرءان الكريم ليظل يتلى جيلا بعد جيل حتى يوم الدين.
ونحن اليوم نغزى باحتلال صهيوني استيطاني جثم علينا بكلكله لمدة سبعين عاما وازيد عدا ما ياتي في ظل ترتيبات صفقة القرن ..
ونحن اليوم أوصال مقطعة وأشلاء مشوهة : زهاء ستين دولة اسلامية على راس كل منها فرعون لسانه حاله يقول ( انا ربكم الاعلى ) وتحته هامان يوقد له على جماجمنا عرشا يرفل ذهبا وحريرا يغدق على عشيرته وكل مسلم مدين لموءسسات النقد الدولية بثمن احفاده الذين لو عرضوا في أسواق النخاسة ما سيموا بقرص حديد صدىء..
ونحن اليوم نوري زوابع رملية لاجل زكاة الفطر نقدا ام عينا وغلولنا من المال العام يزكم الأنوف فسادا دمر امل الثورة التي رزقناها على كبر وهرم ..
الثورة : بدرنا المعاصر .
ظني ان القرءان ما خلد ذكرى بدر وما اسماها فرقانا وخصص لها سورة مدنية كاملة الا ليملأنا املا ان الاسلام هو دين الثورة ضد القهر السياسي اذ مثل في السورة ( الانفال ) مرتين لفرعون رمز الاستبداد في التاريخ وهو دين الثورة ضد الفساد المالي والجور الاقتصادي والحيف الجهوي والفئوي ولذلك لم يكن سبب ( بدر) عسكريا انما كان سببها محاولة المسلمين استعادة بعض ثروتهم من قافلة ابي سفيان القرشية .
ونحن اليوم نتغذى على قالات انحطاط فاسدة هي حقا أفيون الشعوب ( لا تعص الامير حتى لو جلد ظهرك وأخذ مالك). محاولة خبيثة من شياطين للكهنوت الديني الخليجي لتمسيح الاسلا م وتكنيس المسجد وتأليه الحاكم ..
مقاومة الصهيونية : بدرنا المعاصر.
ليست ذكرى بدر للتغني بأمجاد تليدة فرطنا فيها فأذاقنا الله لباس الجوع والخوف وتحت اقدامنا موائد الذهبين الاسود والأحمر تجبى ثمراتهما للعدو الذي يقصف بهما سوريا وليبيا واليمن وفلسطين ولا لتنظيم عكاظيات تسرد التاريخ ببرودة فلا تجني عبرة ولا تعبىء الامة بأمل جديد حتى والشعوب من حولنا تزمجر هادرة في الشوارع ..
اعداد القوة : بدرنا المعاصر.
رغم انتصار بدر الساحق جاء الامر ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ). الخطاب لنا نحن الذين صنعنا هزائمنا بايدينا ومنذ قرون بعيدة ( انحزنا الى من انقلب على الخلافة الديمقراطية بالسيف فاثخن فينا امراوءنا من بعده اسيافهم حتى ثملت – اهدينا بغداد عاصمة حرية الفكر في الارض الى هولاكو – فررنا من غرناطة بعد ثمانية قرون تحضرا وتمدنا- قبلنا سايكس وبيكو يمزقنا بمبضع الصليبية كما يمزق الجزار لحم خروفه- وناكية النواكي وعد بلفور ).
هذه بدورنا فيها عزنا:
١- ثورات هادرة مزمجرة تطيح بعروش فراعنة العرب .
٢- مقاومة حول القدس تطهره من القردة والخنازير وتسفه احلام صفقة القرن .
٣- ديمقراطية عربية تعيد لامتنا كرامتها .
٤- وحدة صف مرصوص ومتنوع لا يضيق فيه سلفي بصوفي ولا تحريري بأخواني ولا ليبرالي بإسلامي ولا ابيض باسود.
وكل بدر جديد وانتم بأمل جديد.