أجل. عدنا بفضله وحده سبحانه إلى موقعنا الذي نرابط فيه بالكلمة الحرة منذ 2005 والعود إلى القلم لا يكون إلا عودا أحمد. قلم نمتشقه سيفا بتارا يئن تحت أزيزه أعداء الثورة مهما تكن ألوانهم ومشاربهم وماء مغداقا زلالا عذبا ينبجس بين أنامل الثائرين والمقاومين. ألم يقل سبحانه في محكم تنزيله : „ وإن عدتم عدنا “؟. عاد أعداء الثورة ـ في تونس ومصر وغيرهما ـ إلى الساحة يجلبون بخيلهم ورجلهم ولم يكن لنا من العود ـ إذن ـ من مناص.
يعود الحوار.نت إلى العمل من بعد غياب لشهور طويلات تفرق فيها شملنا ـ نحن أسرة الحوار.نت ـ بسبب ما فرضته علينا الثورة من إعادة إنتشار متحرفين لقتال طورا ومتحيزين إلى فئة أخرى طورا آخر. ساحات المقاومة الإلكترونية هي ساحات جهاد حقيقي بل هو جهاد العصر كما قال الإمام المقاوم القرضاوي. ألا ترى أن أعداء الثورة ـ من كانوا بالأمس القريب زبانية المخاليع في تونس ومصر وليبيا واليمن وقريبا سورية إن شاء الله تعالى ـ يطورون أسلحة فتاكة لضرب المواقع الإلكترونية الجادة؟ لو كانت الكلمة الحرة لا تؤذيهم لما تجشموا عناء تلك الحرب الشرسة. لك أن تقول : هي إستراحة المقاتل والحوار.نت في عيون المهتمين ساحة مقاومة ومنطقة قتال ضارية حامية. هي إستراحة لم نخترها ولكن كان لا بد لأسرة الحوار.نت المنفية في مهاجر أروبية أن تكحل أعينها بأديم الوطن الحبيب تونس وذلك لأول مرة بعد إندلاع ثورة 14 جانفي 2011. ظننا أننا سنروى من ذلك الأديم الطيب المغداق فظللنا نفيء إليه مرة من بعد مرة ثم أدركنا أن الشوق إليه لا يزيده الترداد إلا إلتهابا ولم يكن لنا من بد إلا أن نتخذ مواقعنا السابقة في هذا الموقع عسانا نكون لتونس الثورة أوفياء بمثل ما كنا لها من قبل الثورة. ذلك هو قدر المقاوم بلسانه والمجاهد بقلمه وأنعم بقدر تلتحم فيه مع آمال الناس وآلامهم.
يعود الحوار.نت ليجدد عهده مع الثورة وأبنائها وبناتها. يعود بمقياس واحد لا ثاني له. مقياسنا هو : من هو مع الثورة وتحقيق أهدافها فهو منا ونحن منه لا ننظر إلى لونه السياسي ولا إلى مشربه الفكري. ومن كان ضد الثورة فنحن له بالمرصاد نخاصمه بالكلمة الحرة والخبر الصحيح الموثق والتحليل الموضوعي لا نسأل عن دينه ولا عن لونه ولا عن حزبه أو تياره.
يعود الحوار.نت ليواصل مشواره الطويل راسخا في خطه التحريري وقوامه الإستقلال الإيجابي المسؤول عن الأحزاب كلها ومثلها الجمعيات والتنظيمات والمنظمات والهيئات ومثلها الحكومات والدول. لا يختلف الأمر عندنا في عهد ما بعد الثورة عما كان عليه حالنا في ما قبل الثورة. نساند ما نراه بأعيننا نحن إيجابيا من معاني الحق والخير والقوة غير سائلين عن أصحابه ولا نتردد في إنتقاد ما نراه بأعيننا نحن سلبيا. نحن نظن أن الحوار.نت ما كان ليتقدم في سلم الإعتبار لدى المراقبين والمهتمين فيما خلا من سنوات لو لم يعض بنواجذه الحادة عن إستقلاله الإيجابي المسؤول عن كل هيئة وكل تنظيم. لا يختلف الأمر عندنا حتى عندما يكون الناس الذين هم في الحكم اليوم في تونس ممن نشترك معهم في معالم الهوية العربية الإسلامية. الإعلام في تصورنا سلطة رقابية مستأمنة عمدتها نقل الخبر بمهنية وحرفية ثم تحليله من بعد ذلك إنطلاقا من معالم الهوية التي يصدر عنها الإعلامي دون أن يجور ذلك على التنوع المطلوب والتعدد المنشود بمثل عدم جوره على أعراض الناس.
يعود الحوار.نت ليواصل مشواره الطويل في الإنتصار للمقاومين في سوريا وفلسطين وغيرهما وفي الإنحياز للثورة ضد أعدائها ويفتح صدره ـ كما كان بالأمس بالتمام والكمال ـ للمخالفين في العقيدة والتفكير والمنهاج ومثلهم من الموافقين ما كانوا بالأدب الجم ملتزمين إذ لا رسالة لنا تعلو فوق رسالة جمع راية هذه الأمة العظيمة الكريمة الواحدة المقاومة الخيرة حتى لو كان بين جناحيها ألف مليون لون من التعدديات المذهبية والفكرية والسياسية ولا ريب في أن الثورة المنداحة اليوم هي ثورة تجديدية تجمع شمل الأمة على تنوع مدارسها.
يعود الحوار.نت ليواصل مشواره الطويل بعدما تأكد أن حشود أعداء الثورة تلملم صفوفها في ثورة مضادة تعيد عقارب الساعة إلى الخلف لولا أن تلك العقارب لا تعود إلى الخلف حتى يدخل الجمل في سم الخياط ولكن لا بد مما ليس منه بد كما قالت العرب من قديم.
يعود الحوار.نت مرحبا بالقراء والمهتمين كتابا ومحاورين وموافقين ومخالفين ومحللين من النساء والرجال إذ بأولئك فحسب يتطور الموقع وتتجدد فيه الحياة.
وحتى نلقاكم في كلمة حرة جديدة فإنا نستودعكم من لا تضيع ودائعه ثورتكم.
الهادي بريك ـ ألمانيا
عضو أسرة الحوار.نت
00491775605628