ليس اتفاقا ( اي صدفة ) ان تتصدر سورة البقرة هذا الكتاب الكريم وليس اتفاقا ان تحمل اسم ( البقرة ). انما كان ذلك لنتعلم درسا هو الأبلغ عنوانه : التدين الاسرائيلي المبني على الاشتغال بالصغائر بغرض التفصي من العزايم تدين مبغوض وما على اتباع الدين الجديد الا قلب السلم اي الاشتغال بالمحكمات وترك الفرعيات.
القصة :
قتيل داخل الأسباط الإسرائيلية غاب قاتله وتسترت عليه عائلته فرارا من الدية فأمروا بذبح بقرة عرفوا بخبثهم ان ذبحها كاشف عن الجريمة لا محالة فظلوا يشددون على انفسهم عسى ان ينفك عنهم التكليف فمن سوءال عن سنها الى اخر عن لونها ثم عن دربتها وكلما ضيقوا ضيق عليهم فإذ لا فكاك ذبحوها في يوم زينة وضرب بعضها به فأنطق الله الجثة وأخبر عن قاتله ونفذ فيه القصاص واندملت بعض اوجاع اهل القتيل.
عظتان للاستنباط :
١- لا شيء يغضب الله بعد الشرك به اكثر من العدوان على الانسان فكان لا بد في كل جريمة قتل من محاكمتين : اولى في الدنيا ولو بعد عقود عندما يطمئن القاتل ويغفل الناس واخرى يوم القيامة.
٢- أوامر الله واضحة كلها بسيطة لا تعقيد فيها فاما ان تطاع او ان تعصى وقد يغفر العصيان ما لم شركا او عدوانا على الانسان اما الازورار بالأسئلة الفارغة ظاهرها التقوى وباطنها الاثم فهي ما يغضب الله.
السوءال اللازم :
اي أهمية للانسان واي أهمية للتدين التلقائي حتى تتفرغ لهما اول سورة وأعظم سورة وأطول سورة وتتسمى بقصتهما؟ لم يكن ذلك سوى لنعلم ان الانسان مقدس باْذن القدوس وانه مطالب بتدين قويم يأنف من الازورار والالتواء.