الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الهادي بريك
مقالات مشابهة
الترميز مظهر من مظاهر التعبير بالمجاز لا بالحقيقة عند العرب. مركبات المشهد الرمزي هي : الرمز والمرموز به والمرموز اليه.
امثلة من الترميز :
١- التيمم.
التيمم لسانا القصد ومفهومه شرعا التوجه بنية الى صعيد من صعد الارض بغرض التطهر البدني لأداء عبادة كالصلاة مثلا. معلوم ان هذا الصنيع لا يقوم مقام الوضوء او الغسل اي ازالة نجاسة او اذهاب جنابة. لم شرع التيمم بديلا عن الطهارة الحقيقية سيما ان التطهر عمل معقول مفهوم حتى يعبد العابد ربه متطهرا طهارة بدنية غير متلبس بنجاسة او جنابة؟
الجواب لن يكون عدا ان العملية رمزية اي ان القصد من الطهارة الترابية او الافتراضية بالتعبير المعاصر ليس هو المقصود من الطهارة الحقيقية ( المائية ) انما المقصود هو الطاعة بالغيب اي التشبه ولو صوريا ورمزيا بمشهد التطهر الحقيقي. التيمم اذن مقصوده تيمم الطاعة بالغيب وليس مقصوده رفع خبث اصغر او أكبر لانه لا يرفعه عقلا وتجربة. في علم النفس يعالج المرء في بعض الحالات بالتشبه بمثل اعلى او بتكرار كلمات او مشاهد حتى يترسخ ذلك في الفوءاد. وحتى تظل للعبادة قدسيتها لا بد من مشهد تطهر يسبقها حتى لو كان رمزيا لان المطلوب من العبادة كلها التزكية النفسية والتطهّر الروحي فباي شيء حصل طلب.
٢- القبلة.
استقبال القبلة في الصلاة مقصود به غرس عقيدة الوحدة التي تلم شتات الامة وعندما يتكرر ذلك بمعدل مرة واحدة على مدار الحياة كل اربع ساعات ونيف فان الشعور بالوحدة يصبح مكونا من مكونات الشخصية المعنوية . لو اجتهد مصل في القبلة تحريا فأخطا فانه لا يعيد حتى لو ظل يتنكبها خاطئا لعقود اذ ان مقصد تحري القبلة أصابه اما اصابة القبلة نفسها فليس مطلوبا لذاته . القبلة اذن مطلب رمزي مقصود لغيره.
الاسلام يشرع بعض الامور رمزيا لنتعلم بعدا جديدا من ابعاد الحقيقة التي تكون مادة وصورة ورمزا وغير ذلك.
رمزية بعض تشريعات الاسلام تضفي على الحياة جمالا وجلالا وكمالا والله جميل يحب الجمال.