هذا الخطاب موجه الى الذين يريدون سلق السنتهم وضبطها على مقتضى النظم القرءاني المترع بلاغة اذ هو عمدة اللسان ومعدنه الاصفى وبه جاء يتحدى فما تحدي.
الأماني لا تتحقق :
لو راجعت هذا الجذر في كل استخداماته في هذا الكتاب العزيز لالفيت بيسر ان التمني هو ما لا يتحقق بل يظل أخدودا من النار تصطلي به الأفئدة. هذه بعض الامثلة :
١- ( تلك امانيهم ) ان الجنة حكر على اهل الكتاب – البقرة ١١١-
٢- ( وغرتكم الأماني ) – الحديد ١٤-
٣- ( فتمنوا الموت ) و ( لن يتمنوه ) الخ .. البقرة وغيرها
٤- ( لا تتمنوا ) لان المساواة المثلية بين الذكر والأنثى لا جبلي فهو مستحيل – النساء-
والأمثلة كثيرة تشي كلها بان ما يتمنى لا يقع ارادة مرادة منه سبحانه ولذلك لم ينسب التمني في سياق مرضي الى احد من الصالحين وانما ينسب دوما الى الطامع في شيء لن يتحقق. حتى في موضع النسبة الى النبي اقترن بالشيطان لتكون الأمنية شيطانية ( الحج ٥٢).
التمني منكور :
( ام للانسان ما تمنى ) سورة النجم – استنكار ان يعلق المرء قلبه بالأماني التي لا تتحقق ارادة مرادة لا تتبدل.
الرجاء هو البديل :
( يرجون رحمته ) وقوله عليه السلام ( اني لأرجو ان اكون اكثرهم – اي الانبياء – تابعا يوم القيامة ).
التمني من المني :
كلاهما من جذر واحد ليكون المعنى واحدا اذ ان المني يمنى شهوة ويذهب كله – الا عشر معشار قطرة لزجة عفنة منه اذ وافقت جدارا رحميا قابلا – هدرا وبمثل ذلك تذهب الأماني هدرا مهدورا.
انت عربي بقدر انضباط لسانك لديوان اللسان ( القرءان ). اما عدولا عن العبارة الى الإشارة فيحسنه كل أبكم او اصم.