سوءال يفتح للوعاة افاقا :
لم رتبت سُوَر القرءان الكريم بغير ترتيب نزولها؟ بل لم قلب ترتيب النزول رأسا على عقب؟
اول نداء تشريعي :
للتشريع منازل ومقامات فهو بين ترغيب وترهيب وقصص وتمثيل ووعد ووعيد وتهديد فاذا حضر هذا النداء المتكرر زهاء تسعين مرة ( يا أيها الذين ءامنوا ) فانه يحمل معه ضرورة مقام التشريع تكليفا او اباحة بلسان الفقهاء. وفق الترتيب النهائي فان اول محطة تشريعية هي ( يا أيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ).
المعنى القديم والجديد :
المعنى القديم يتلبس ضرورة بالمبنى والمفهوم معا مطلقا فمن ذلك انهم نُهُوا يومها عن مجرد التلفظ بقول ( راعنا ) واستبداله بقول ( انظرنا ) كلما كان المخاطب هو رسول الله عليه السلام بسبب ان اليهود يلوون ألسنتهم بذلك وقصدهم ترذيله عليه السلام اذ هو راعن – حاشاه – بزعمهم.
المعنى الجديد :
كيف نلتزم نحن اليوم هذا النهي ( لا تقولوا راعنا ) وهو ليس بيننا ندعوه عليه السلام؟ هل يسقط علينا ذاك؟ لا. انما نلتزمه معنى ومقصدا وذلك بتوقيره وتوقير ما يرمز اليه من جهة واجتناب هذا الخلق الاسرائيلي الوقح من جهة اخرى مع كل احد ندعوه اليوم فاما مواجهة صريحة لا نفاق فيها والأدب رداوءها او تجاهل اذ ان المعنى المعاصر لهذا النهي هو ( لا تقولوا بألسنتكم وأقلامكم والات التصوير ما يسيء للناس كما يفعل اليهود وغيرهم نفاقا جبانا).