( منه ايات محكمات هن ام الكتاب وآخر متشابهات). سورة ءال عمران.
١- القرءان قسمان من حيث الدلالة والمعنى : قسم محكم اي لا يحتمل الا معنى واحدا قد يختلف في بعض أجزائه الداخلية ولكنه في الجملة دلالة واحدة لا تتعدد ولا تشترك مع غيرها. وقسم متشابه وهو ما يحتمل معنيين او اكثر.
٢- ينبغي على طالب العلم حتى لا يضل فلا يضل عندما يتقدم المجالس ان يميز – وليس يفرق – بين إحكامين وتشابهين اذ ذكر الاحكام في مواضع اخرى ( كتاب أحكمت اياته ) وذكر التشابه كذلك ( كتابا متشابها ). ولكن المقصود بالاحكام عدا في سورة ءال عمران احكام المصدرية الالهية فهي قضية عقدية لا عملية والمقصود بالتشابه عدا فيها هي ايضا تنوع الايات وتعدد السياقات اي جمالها وجلالها مختلفة في حدائق ناضرة.
٣- المستوى الاول عملي يحتاج اليه الفقيه والمجتهد والمستوى الثاني عقدي يحتاج اليه كل انسان.
٤- اخطر شيء هنا هو ان الايات المحكمات ( وهي عمليا دون العقدي منها جزء واحد من عشرين جزء اي قليلة نادرة ) هي ام القرءان والقرءان ام الاسلام والاسلام ام الحياة فهي اذن بمنزلة القلب من الجسد فمن علمها وعمل بها تكون حياته سعيدة ولا يفوتك انها ( ام ) يفيء اليها المسلم معتصما كما يعتصم الرضيع بصدر امه.
٥- أنف ذكر معيارها اي لا تحتمل عدا معنى واحدا ولذلك يغدو سوءال : ما هي تحديدا ؟ سوءالا لا يصدر الا من بطال عاطل.
الايات المحكمات هي ايات الاعتقاد اصولا لا فروعا وآيات التعبد اصولا لا فروعا وآيات الخلق وآيات الاسرة من قبل الخطبة الى ما بعد الموت وتقسيم التركة اصولا لا فروعا وآيات الحلال والحرام بمختلف الصياغات وخاصة كبايرها وآيات اخرى قليلة في الحقل العام سياسيا ( الصف والشورى والعدل …) وماليا ( الحقوق والقسط ..) وعسكريا ( القوة ..) وحضاريا ( التعارف والدعوة ..) وغير ذلك مما لا يحصى هنا. وعليك بالمعيار اي ان كل اية لا تحتمل عدا دلالة واحدة لسانا عربيا هي محكمة وهي من ام الكتاب.
٦- الخطير في المتشابهات ان اتباعها امارة نفاق اي زيغ ومرض ويفضي ضرورة اما الى تصريم الصف المسلم الواحد ( ابتغاء الفتنة ) او الى تأويلات فاسدة تشغب على الايمان.
٧- لا يعني ذلك عدم التأويل ولكن يعني ان يكون بحثا علميا من اهله لا تطفلا وفِي محله اي غير المحكم ان ينصرم ام الامة اي صفها.
ذلك اول درس يتعلمه طالب العلم.