نزلت الزهراء الثانية ( ءال عمران ) بمناسبة قدوم وفد نجران ( قبيلة عربية في جنوب شبه الجزيرة العربية تنصرت ) محاججا عن النصرانية واستقبله عليه السلام في مسجده وأمن لهم – ولغيرهم من الوفود المسلمة او المستسلمة او المحاجة – الاقامة وما تتطلبه واذن لهم بتفعيل طقوسهم في مسجده ودامت الحوارات اياما. ( ءال عمران ) تبسط النصرانية وتحاججها بعد فراغ ( البقرة ) من محاججة اليهودية.
١- القرءان مصدق لما بين يديه : تكررت هذه الصفة عشرات المرات فيه في رسالة الى المتدينين السوالف ( اهل الكتاب خاصة ) ان الدين واحد وان مصدره واحد ونبوته واحدة وعقيدته واحدة وليس الاسلام من الدين السالف بدعا ولا كتابه ولا نبيه عدا انه خاتم من جهة وللناس كافة من جهة اخرى ورسالة هذا التعبير ( مصدق لما بين يديه ) هي ان عيسى عبد الله ورسوله وان التثليث بدعة الإنجيل بريء منها.
٢- وهو فرقان كذلك وهما فرقانان : القرءان فرقان ( صيغة مبالغة عظمى كالرحمان من الرجمة والشيطان من الشيطنة) نظري فكري اذ هو يفرق بين الحق والباطل في الذهن . وواقعة ( بدر) فرقان عملي كما سميت في سورة الانفال. فاما ان يلتحم الفرقان الاول بالفرقان الثاني اي عقيدة وجهاد ونصر او ان يفترقا فتكون فتنة : للمسلمين اليوم فرقان نظري وهزيمة بل قعود عملي وللغرب فرقان عملي وضلال فكري.
فهل قدمنا القرءان للناس بلسانهم انه مصدق للإنجيل والتوراة وليس هو بدعا ولا نبيه؟
وهل اخذنا اسباب القوة حتى يكون القرءان فرقانا فوق الارض وفِي الشان العام وليس فرقانا عقديا فحسب لا يرى له اثر ولا ركز؟