( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه ءاثم قلبه ). البقرة. 283
سبق ان تقرر ان القلب هو ربان سفينة الانسان لتكون حسناته اعظم الحسنات وسيئاته أفظع السييات شانه شان كل ربان لأسرة او شركة او منظمة او دولة اذ الغنم بالغرم منطقا.
ولم ينسب الاثم ( وهو من كبائر الذنب ) للقلب اي للرئيس الا في موضع وحيد في الكتاب كله وهو كتمان الشهادة في سياق ان كتمانها يغمط الناس حقوقهم. من لم يخرج بهذه النتيجة من الاسلام انه لا شيء تشدد فيه الله تشددا لا غفران فيه بعد اثم الشرك هو العدوان على حقوق الانسان ما غنم من تدينه شيئا. الاسلام ليس يسيرا بل هو اليسر ولكنه اليسر الذي يتشدد كل التشدد عندما يكون التشدد حماية لحقوق الانسان حتى في اموالهم بله أعراضهم التي تشدد فيها اكثر فاذا تعلق الامر بحق الحياة فان التشدد يبلغ اقصاه ليكون غضبا ولعنة ووعيدا بالخلود في جهنم وعذابا عظيما.
تلك فلسفة الاسلام في ترتيب أولوياته ولكن قلبنا السلم ليكون الشعر الذي ينبت في الذقن غريزة فيوفر هو المتربع على عرش الاولويات وتنحدر حقوق الانسان الى سفح السلم.
الشهادة معنى وليست رسما :
كتمان الشهادة يجب ان يفهم انه كل عمل او قول او حركة او كتاب يحول دون الانسان وحقه والحق يميز ولا ينقسم لانه متعدد بل ان الحق في الحياة اولى من الحق في المال والحق في العرض اولى من الحق في الارض وبذلك يتوسع معنى الشهادة ليشمل ضمان الحق في اختيار الدولة ونظام الحكم اذ ان الدولة اليوم تحتكر القوة والمال فاما ان تصلح ليصلح امر العباد واما ان تفسد ليبسط الذل عليهم. اذا كان ذلك كذلك باي حق تثور فينا ثائرة الدين عندما يظلم بريء في ماله ونلوذ بالصمت عندما تزور انتخابات او تواد ؟ أيهما أخطر لو كنا نعي ؟ اليس لا قضاء مستقل ينتصف لذلك المظلوم في ماله الا بدولة عادلة لا تتدخل فيه وتفرض استقلاليته ؟ اليس لا يكون ذلك الا بانتخابات صحيحة؟
حاشا لله ان يبشع فينا كتمان شهادة تحرم الانسان من حقه في ماله ويبيح لنا القعود دون شهادة سياسية تساهم في قضاء عادل ومستقل او يستحب لنا شهادة على أساس حزبي لا اخلاقي .
كيف وقد تعلمنا من دينه ان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب.
الحياة شهادة او لا تكون وليست الشهادة نقطة او حدث بل حياة تبدأ من صلاة الفجر حتى الموتة الصغرى التي نموتها كل يوم مرة ( والتي لم تمت في منامها ).