ورود فواحة من حدائق القرءان(22): المحرمات في الدين ألغام تستوجب الشكر لا التذمر.

علمنا القرءان في قصصه فلسفة الحرام وحكمة المنع لعلنا نفقه المعنى ولم يضعنا في مواجهة النهي دون مقدمات او تهيوءات.

١- رمزية الشجرة التي حرمت على ءادم وزوجه في الجنة. هما في الجنة وفيها ما لا يحصى من الثمرات وانما جعلت الشجرة رمزا لضرورة التحريم حتى ييقن العبد انه عبد لمعبود ومملوك لمالك وان الدنيا مهما انبسطت خيراتها لا ينفك عنها معنى الامتحان والاختبار.

٢- النهر الذي شق طريق طالوت وجنده : منع الجند من الشرب منه وهو رمز للمعنى ذاته اذ ليس شرب الماء محرما ولا الاكل من شجرة.

عاقبة انتهاك التحريم عورة :

١- لما كانت الشجرة رمزا فان عاقبة الاكل منها كانت رمزا كذلك اذ انكشفت عورات الآكلين والمعنى هو ان ما حرم علينا يحفظ عوراتنا النفسية وهي بالستر اولى من العورات المادية.

٢- ولما شرب أكثر الجند من النهر خار العزم في المواجهة وبرزت العورة النفسية : انخذال وضعف وهزيمة قبل الهزيمة.

ذلك هو منهج التشريع اذ يراعي المستوى الذهني للمكلف فيبدأ بالترميز وإذ يمهد لنا نحن اليوم بالقصة ولا يدمغنا بالنهي دون مقدمات واذ يعلمنا ان الممنوع علينا عورة نفسية تحرص الجبلة على سترها وان تقحم الحرام كتقحم لغم ولا ريب ان العاقل يشكر لرجال الدولة او غيرهم اذ يحذرون المارة باسهم وعلامات وحواجز من ألغام خلفتها الحروب.
فهل نشكر لمن نبهنا ان المحرم لغم وعورة؟ ام نسخط ونضجر بل ننعته بانه لا يعرف عصرنا ومصرنا وعقلنا مثلنا ؟

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *