الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الهادي بريك
مقالات مشابهة
( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء ).
وقال عليه السلام ( في المعاريض مندوحة عن الكذب ).
التعريض هو حركة لسان او قلم او جسد تنشأ لإبلاغ مقصود بشكل عرضي اي غير مباشر كمن يسلك طريقا او يعالج شيئا بعرضه اي بخلاف الصيغة المعروفة.
امثلة :
١- ان يقول رجل لأرملة معتدة ( عسى ان نلتقي ) او ( لعل الله يبدلك خيرا) او ( ظفرك الله بحافظ ) او غير ذلك مما يقصد به خطبتها تعريضا وتلميحا لا تصريحا بفجاجة ويكون مفهوما لديها.
التعريض فن وادب :
١- التعريض مجاز من القول تختلط فيه الحيلة بالدعاء والذكاء وتشتبك فيه المجاملة بالتكريم والتقدير وقد يرد اتقاء شر او نشدان خير.
٢- التعريض طريقة استخدمها الانبياء عليهم السلام فهذا ابراهيم يتقي بالتعريض تنكيل ملك مصر الذي اراد الاستيلاء على ( سارة ) فقال هي اختي اذ عرض بأخوة الدين ولو باشر بعلاقة الزوجية لفتك بهما. وهذا يوسف يعرض عنه اخوه اذ أشار على اخوته الماضين في قتل يوسف بإلقائه في جب ولو عارضهم مباشرة لما سمعوا منه قولا. وهذا محمد عليه السلام وعليهم جميعا يعرض عنه وعن اصحابه اذ بوغتوا بقوم خشوا شرهم بقوله ( نحن من ماء ) ففهم القوم انهم من قبيلة ماء ( قبيلة عربية ) وفِي الان ذاته لم يبرح الحق لما ساله الصحابة فقال ( السنا من ماء ؟). اي من اصلي خلقي مائي. وبهذه المناسبة قال : في المعاريض ( جمع معرض ) مندوحة ( اي بديل ) عن الكذب. سيما ان الكذب الفج مستحيل في حق الانبياء.
وبالخلاصة فان التعريض منزلة محمودة بين منزلة كذب افن مكروه وبين منزلة تصريح وقح قد يحفر في وشائج التآخي أخاديد غائرة. ولذلك اشتهر العرب بالدهاء والذكاء والتعريض وتسلحوا لذلك بالمجاز كناية. فلا تتوقح باسم الصراحة ولا تصمت عن فعل خير او قول بر باسم الخوف من الجراحة.