هذا من اغلى ما جنيت من رحلتي مع القرءان الكريم. ولي على ذلك امثلة كثيرة ومتنوعة ( من الاعتقاد الى السياسة ) وفِي القرءان والحديث معا.
امثلة من القرءان :
١- ( يسألونك عن الخمر والميسر …). ( البقرة).
لم يجب السايل هنا وليس لغرض التدرج فحسب وانما أثبت ان ( المعاملات ) محكومة بالاثم والمنفعة فأيهما رجح رجح اليه الحكم. معنى ذلك انه أكسبنا منهاجا تفكيريا عقليا واضحا وصارما لا يحتكره ( رجل دين ) ولا يعدمه اي عاقل. منهاج قوامه ان الانسان كلما حدث له ما لم ينص على حكمه يزنه بهذه القاعدة اذ الحكم داير بالضرورة واللزوم مع علته وجودا وعدما.
٢- ( انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ). مثال خطير لانه عقدي اذ يخاطب كل انسان بما يعيه عقله فاذا قبل عقله ان الولد يكون من غير صاحبة اي زوجة فالله هو كما يدعي النصارى واليهود سبحانه ولكن هل قبل العقل يوما هذا؟ يجهزنا بمنهاج تفكيري عقلي به ننزه الله عن الولد والشريك وليكون ليس كمثله شيء.
٣- ( احل الله البيع وحرم الربا ). مثال اقتصادي ولكنه أخطر لان الاختلاف اليوم في الربا غير منضبط بين كثير من اهل الذكر انفسهم فكيف بغيرهم. يزودنا بمنهاج فكري قوامه ان الربح الذي تثمره التبادلات والتعاوضات عينا ونقدا وخدمة مباح ما سلم من الغش وأخوان الغش وان الربا المحرم هو الربح المجاني بلا مخاطرة ولا جهد اذ جعل المال ليلد المال بالتشارك ربحا وخسارة ان يكون دولة بين الأغنياء فحسب.
اذا قرات القران اغتنم عقلك لانه يجهزك بنظام فكري عاصم كما جهزت بنظام مناعي دفاعي باطني يقيك الأمراض.