في موضعين ( كلاهما في البقرة الموءسسة ) ينفى البر عن الأشكال والصور ويثبت في الحقائق والبواطن.
١- ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب :
ربما جاء ذلك حسما لجدل عقيم داخلي او خارجي في اثر تبديل القبلة اذ خشي بعضهم ( داخليا ) على ذهاب اجر صلوات الى القبلة المقدسية فطمانهم بقوله ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) اما الحملة الإسرائيلية ( خارجيا ) فهي على أشدها وربما فعل ذلك التشويش فعله وربما وطأت له في دوائر الساجدين اكناف فجاء الحسم ان العبرة ليست بأشكال العبادة حتى لو كان الشكل قبلة تجسد الوحدة وترمز الى الطاعة بالغيب انما العبرة وحقيقة البر تكون في الايمان واقام الصلاة والانفاق زكاة وإحسانا وكفلانا للمحتاجين ووفاء بالعهد حتى مع غير المسلم وصبرا على كل احوال السراء والضراء والقتال. البر هو ذلك الصدق وهو تلك التقوى.
٢- ليس البر ان تاتوا البيوت من ظهورها :
يعتقد بعضهم ان اتيان البيوت من سفر من ظهورها اتقى لله كما نعتقد نحن اليوم ان استقبال البيت للقبلة اتقى وان استقبال القبلة بالذبيحة اتقى وان اسرار المراة في الصلاة الجهرية حتى وهي منفردة اتقى وان تجنب يوم الاربعاء في الزفاف اتقى وان من مات ليلة الجمعة هو اتقى وان من وقف بعرفة في يوم جمعة هو اتقى وتطيرات جاهلية كثيرة خلعنا عليها أسمال التقوى …
لم يتردد الوحي في تصحيح الاعتقاد الفاسد مرتبطا بأشكال وصور وأثبت البر في التقوى ومحلها القلب.
هي تسللات تنغرس فينا تارة من تطيرات جاهلية وتارة من ارث فاطمي طايفي وثالثة من تدين إسرائيلي فهل استقمنا كما امرنا ام كما نشتهي ؟