قصة معروفة لديكم لم تفارق فوءادي مُذ قراتها.
صديقان جمعتهما ايام حبلى ثم فرقت بينهما ليال عجفاء . أغنى الله من سعته احدهما وقدر رزقه على الاخر. عض الجوع الكافر بنابه المسموم الصديق الفقير فلجأ الى خله القديم وفِي قدميه لفرط الاباء خُف قد من نار تتلظى. اخبر الرجل الغني من خدمه وحشمه ان فلانا بالباب . اطلع اليه دون شعور منه فاذا بصديقه رث الحال . التقط الموقف وأمر عسسه وحرسه ان يخبروه ان المسوءول عنه في سفر طويل وقد يطول غيابه . التقط الرجل الرسالة ان الترف عبث بصداقة قديمة وكيف لا يطوي اليسر والوجد حبال خلة طوتها الليالي؟
عاد الرجل يجر اذيال الخيبة يظن بصديقه القديم الظنون.
جهز الغني مالا وفيرا وارسل به امراة ورتب معها حيلة ان هذا المال دين قديم لوالد هذا الفقير في عنق صديق قديم .
التقت المراة الرجل بعد اميال على درب العودة . روت له سبب المال وسلمته إياه وسلمته كتابا – اي ورقة مكتوبة – وعاهدته الا يفتح الكتاب قبل وصوله بيته فعاهدها.
فتح الرجل الكتاب بعد ما عيل صبره شوقا لما في هذا الكتاب / اللغز .
قرا فيه الكلام الآتي :
وما طردناك من بخل ولا قلل … ولكن خشينا عليك وقفة الخجل.
التقط الرسالة ان صديقه ما بدله مال ولا عبثت به عابثات الكبر ولكن لم يرض لخله القديم موقفا يخجله فاحتال حيلة تقضي الأرب ولا تقضي على مزعة الوجه .
يسير عليك وقد أغناك الواسع القوي من فضله لا من جهدك ان تعفو من فتات موائدك بما تعفو على من قدر عليه رزقه ابتلاء وليس تسولا رخيصا …
ولكن هل تحيلت حتى تشبع يدا سفلى دون ان تجرح حرا او تدمي عينا مترددة بين النظر اليك وبين النظر الى الارض حيث قدماك؟
استر عورة الوجه قبل سترك عورة بطن جاعت او جسم عري يسترك الستير سبحانه ولا تنس ابدا ان الايام دول.
والله اعلم .