( من وراء البلايك ) جاهلية عربية حداثية

عقيدة حداثية مثلها :

اليونان الذين تأسست الحداثة الغربية على أنقاضهم بامزجة دينية وقومية كانوا اصحاب ديمقراطية استعلائية انتقائية اذ ان النساء والعبيد لا حظ لهم في ذلك. الدارسون يعرفون ان اكثر القالات الانحطاطية المنتشرة فينا اليوم في حق المراة اصلها غربي ديني ( صوت المراة عورة مثلا ).دارسو الفلسفة والتاريخ الاروبي يعرفون كذلك ان الغرب ( من حيث انه فلسفة ) قايم على عقيدة عنصرية مركزية صارمة كما يعرفون ان حرب الثلاثين ( دامت ثلاثين عاما بين الكاتوليك وغيرهم من اجنحة الاحتجاج والمراجعة سيما البروتستون والارتودكس) هي الرحم الحقيقي للقالات التي انسحق تحتها ( حداثيو العرب ) من مثل : الديمقراطية و العلمانية .

( من وراء البلايك ) : ثقافة تونسية .

١- ( البلدية ) يعتبرون انفسهم اهل المركز بتعبير المنظر الماركسي ( سمير أمين ) وغيرهم ممن يزحم الاساور القزديرية المحيطة بالحواضر ( أطراف).

٢- وريثو العائلات التي اشتغلت بالسياسة او بالدين ينزعجون بشدة من ثورة سوت بينهم وبين غيرهم وهو ما عبر عنه نجيب الشابي قبل شهور بفجاجة ظل ( السبسي ) يكتمها بلسانه ويعلنها بحاله.

٣- حتى في العمق التونسي المستبعد من ثروة ( دولة المركز ) وذي التركيب ( شبه قبلي او ما بعد قبلي ) مازالت عقيدة ( من وراء البلايك ) مستحكمة اذ لا يقترن المحبان زواجا الا بعسر .

٤- حتى في بعض الاحزاب تبحث هذه الجاهلية لها عن مكان فلا تعدمه. كيف لا و(نداء تونس ) ما تمزق الا بسبب ان ( حافظ السبسي) من ( داخل البلايك ) وليس من ورايها؟

لذلك فان ديمقراطيتنا ليست بريئة من المنزع العنصري الاوروبي .

فهل نتسلح بالتواضع ونزيل ( البلايك ) فنستوي في الصفة التونسية؟