القلم مثل اللسان لا يطيق الحبس وحكمه حكم اللسان فاما رسم خير يثاب خيرا واما كتب شر ليكون الجزاء من جنس العمل وفاقا.
رجلان يجعلانك في هذا الفضاء زاهدا:
– رجل يزف اليك نعم هذا اللسان ويرسم في نصه القصير مرتين كاملتين كلمة : حذار بمد الراء لتكون : حذاري عدا تراكيب كريهة لا عهد للعربي بها ولحن مقرف .
– ورجل ءاخر يعلق على قولك ان النفاق في الدين نفاقان : سلوكي لا ينجو منه موءمن لانه امارة وليس حقيقة اي عرض وليس جوهرا بتعبير الفلاسفة وعقدي تمحض له القرءان بالفاضحة الكبرى و” المنافقون ” الصغرى .. فيعاجلك بان النفاق واحد.
لو حاولت التصحيح بلطف اتهمت بالاستعلاء ولو صمت بت مغموما. اليس هذا يزهد؟ الرجل الذي ليس له من اللسان عدا التمني و مثله الذي لا يبالي ان يقول على ربه وكتابه بغير علم لو ضمه مجلس حقيقي لا افتراضي لما تجرا على ما جرا عليه. وَمِمَّا يزيدك غما ان يكون احدهما او كلاهما متخفيا خلف اسم مستعار ليظن ان الرجل يخوض حربا لا متكافئة ضد عدو شرس.
انتقاب الفحل في مجلس علم وقاحة :
صاحب الاسم المستعار اذا كان يحترم نفسه والانسان المحرم و” المعرفة ” التي ينافح بها او عليها لا يليق به ان ينخرط في مجلس علمي وهو يرتدي نقابا يخفي هويته عن نديمه بالكلية. لينزع نقابه في مجالس المعرفة وليضربه على جيبه عندما يباشر ” ساحة الوغى” من جديد.
غم يجعلك تنشد طعم الحياة في الظلال الوارفة للسان العربي قحاحة وسلاقة وبلاغة.
١- الظن اليقين .
اصل الظن لسانا اليقين وليس الشك كما ورثنا . تركيبا حرفيا لا يليق بجذر يبدأ صوته بحرف مطبق مستعل بشدة ومفخم الا ان يرسم معنى اليقين وليس معنى الشك .
اما ديوان اللسان – القرءان – فقد أورد المعنيين ولكن بإيثار معنى اليقين بما لا يضاهى :
– الذين يظنون انهم ملاقو ربهم.
– اني ظننت اني ملاق حسابيه.
– قال للذي ظن انه ناج منهما .
المقصود من هذا السوق هو ان الخلط بين المعنيين بتغليب المعيش على الاصل لسانا ودينا يوقع صاحبه في مطب لا تحمد عقباه.
٢- العدل المثل.
المعالجات ثلاث لا رابع بها فاما احسان وفضل وعفو وصفح وحلم وصبر واما عدل اي معالجة بمثلها – وجزاء سيئة بمثلها – واما ظلم .
– قوله : او عدل ذلك صياما اي مثله.
وامثلة اخرى من القرءان تبين ان معنى العدل هو المثل .
نسبة الى العدد اذ اقتبس منه دالا واحدة والعدد يعدل عدده دوما.
هذا عدلي اي ندي وكفوءي.
قال عليه الصلاة والسلام : عليك بالصيام فانه ليس له عدل. بكسر العين اي نظير .
اليس في ظلال اللسان ناي عن الشغب وصون ؟
والله اعلم.