عندما يصد مرشد الثورة الطائفية عن سبيل الله

لأول مرة يأمر مرشد الثورة في إيران بعدم الإذن لأي حاج إيراني من أداء مناسك الحج منطلقا من إيران وذلك بعد أن تحاشى هذا الأمر أسلافه من الخميني وغيره أي بعد مضي زهاء أربعة عقود كاملات على خريف إيران المعاصرة. جاء ذلك بعد إعراضه عن التوقيع عن إتفاقية ترتيبية تنظيمية متعلقة بإدارة شؤون الحج وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تعترض على ذلك وبعد ملاسنات بين الدولتين : إيران والمملكة السعودية.

قرأنا في أصول الفقه أنه للإمام ـ إمام الأمة الأعظم والمؤسسة المركزية وليس الإمامة القطرية التي يخطئ بعض الناس اليوم في قياسها صلاحيات على ما كان عليه العهد سابقا ـ أن يتخذ من التقييدات اللازمة إستصلاحا أو إستحسانا أو إضطرارا لحماية البيضة أو ما يندرج في ضبط المباحات بصفة عامة ولكن لم نقرأ بعد أنه له بسبب خلاف تنظيمي أو سياسي شذ فيه عن الأمة جمعاء قاطبة أن يمنع عشرات الآلاف من مواطني بلاده أن يؤدوا فريضة الحج.

أليس هذا صدا صحيحا صريحا عن سبيل الله؟ الحديث عن ركن من أركان الإسلام وليس عن مصلحة مرسلة ولا حاجة أو تحسينية من التحسينيات. الحديث عن منع جامع عام لا يند عنه إيراني واحد. إنها الطائفية السياسية المقيتة في أبشع صورها وأفظع مناظرها. قل عن المملكة ما شئت مما تقوله عن سائر الدول العربية ولكن جهودها في ترتيب شؤون الحج لئن شابته شوائب النقص شأن كل عمل بشري فهي جهود كبيرة مقدرة وأظن أن كل من ساقته أقدار الرحمان إلى هناك يدرك ذلك وليس من رأى كمن سمع كما قالت العرب.

ومن حق المملكة وهي المستأمنة وحدها على تأمين الحجاج حتى يؤدوا شعائرهم في سلام وطمأنينة أن تتخذ من التراتيب الإجرائية ما يخدم ذلك المقصد ومن حق الأطراف الإسلامية أن تباشر النقد اللازم لتلك الترتيبات ولكن ليس من حق أي حاكم ـ حتى لو كان منتخبا ديمقراطيا ـ أن يجترئ على شريعة الله سبحانه وعلى حق الناس فيصدر إذنه بالمنع التام لموسم كامل بسبب خلاف تنظيمي أو سياسي.

هي عاشرة الأثافي كما تقول العرب. فمن يرسل قواته لقتل السوريين غير الشيعة والعراقيين مثلهم واليمنيين مثل ذلك كذلك فضلا عن سحق السنة سحقا في إيران .. من يفعل ذلك لا يزعجه أن يغيب ركنا من أركان الإسلام عن مسلمي بلده.

كل التضامن مع الحجاج الإيرانيين الممنوعين بعبثية طائفية من طاعة ربهم سبحانه.
كل السحق والسحت للملالي وحكمهم التيوقراطي البغيض يستعيدون به فظائع محاكم التفتيش في الأندلس أيام عربدة المسيحية التيوقراطية.
كل الحرمة لدين لا يقوم إلا على التعاقد الحر حتى بين المالك والمملوك أي العابد والمعبود فكيف تكون الحرية إذن تعاقدا بين الإنسان والإنسان.
الهادي بريك ـ ألمانيا
brikhedi@yahoo.de

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *