لن تزال الحرب الساخنة محتدمة في تونس بين أنصار الحرية واعداء الحرية لسنوات اخرى حتى تميل موازين القوى الى اعادة تشييد اسس تونس العربية المسلمة الحرة وفِي اثناء المعركة غزوات وغزوات مضادة وخيانات وتراجعات .
مدرسة ( الرقاب ) ضحية صمتنا :
لا اهوى العويل والصراخ ولا حتى التهييج وانما يقودني منهج ( هو من عند انفسكم ). اذ ان استبعاد الصفة الاسلامية بروحها الاحتجاجية الواضحة والانتقال بسرعة الى الاصلاح بالدولة في سياقات غير مريحة هي :
١- عدم اكتمال المشروع الثوري يوم ١٤ جانفي واسترخاوءه بعد هروب المخلوع وتعرضه بعد ذلك والى اليوم لهجومات مضادة تقودها الدولة او تحميها او تغض الطرف عنها .
٢- عدم تأهل المجتمع لا الأهلي ولا الشعبي لتسلم مشروع حفظ الهوية والدفاع عنها اذ خضع لأزيد من نصف قرن لاستلاب وتغريب وتجفيف بالكلمة وبالعصا معا .
٣- تغلغل السرطان الشيوعي وامتداداته الفكرية طيلة حكم المخلوع في مفاصل الدولة بهدف واحد بعد انقلاب٧ نوفمبر هو تجفيف منابع الاسلام.
٤- انكسار المد الثوري العربي بالكلية وتوظيف دولي لقطعان الهمج السلفية لترذيل صورة الاسلام وانبعاث الامل في اخضاع تونس لذلك الانكسار .
ان استبعاد الصفة الاسلامية بروحها الاحتجاجية بتلك السرعة ودون توفير مرحلة تأهيلية وسطى في ظل تلك السياقات وعدم نضوج بديل لا سياسي ولا مجتمعي يحتضن مشروع حفظ الهوية والدفاع عنها لهو السبب الذي يغري الدولة بالتقدم على دربها السالف اي تجفيف المنابع القيمية .
لا الوم اعداء الاسلام على جريمة ( الرقاب ) وستتلوها جرايم اشنع ولكن الوم نفسي ومن يجيش في فواءده بينه وبين ربه شوق الى تحرير الدين من قبضة السياسة اما الاتجاه المعاكس فلا وجود له عدا في روءوس اصحاب جريمة ( الرقاب ).
نصيحة غالية :
١- تاسيس حركة اسلامية قيمية جامعة لاسياسية تستلم مشروع الهوية الذي لن يموت .
٢- استبعاد ( النهضة ) من هذا المشروع بعد ان قدرت انها تقدم له رسميا لا شعبيا.
٣- تحريك المجتمع حتى ينخرط في هذا المشروع .
٤- مواصلة الجهد الاعلامي الكبير وإنشاء منابر جديدة.
معركة القيم لا تموت والفوز حليفها وفِي الطريق تضحيات وكر و فر فليكن العمل اكثر من الصراخ.