لم اقرا لاي ” محلل ” يبسط الصورة الكلية قبل كل شيء – انتخابات المانيا مثلا – ليبرز حسنات هذا المنهاج ثم يعالج الفروع من مثل تقدم اليمين النازي.
اظن ان بسط الصورة الكلية مطلوب اليوم مقاومة لمنزعين عربيين : منزع الياس من الديمقراطية والتيييس منها ومنزع جعلها خصيما ضد الاسلام .المنزعان بالمحصلة يساهمان في شد الحكم العربي القائم على الفردية سواء وراثة للسلطان كما يورث متاع هالك او اختراع ” ديمقراطية ” عربية تزيد من الاحتقان ولا تمتصه.
لا يغامر عاقل بادعاء ان الديمقراطية الغربية ذات حظوظ اخلاقية او ان القرار مستقل بالكلية عن المال الفاسد او التأثيرات الدولية وخاصة الاعلامية ولكن مهما حملت من سيئات فان رصيدها لا يقارن بشرعنة الاستبداد العربي الذي أسف الى سحيق زعم فيه الا حاجة للتعدد الحزبي لاننا تطبق الشريعة او إننا نحكم بسبب الانتماء للعترة النبوية .
ليبرز اليمين النازي المتطرف مادام لم يغتصب السلطة ولم يستخدم التهديد ولاحتى الوعد بالمناصب . هي مناسبة تدفع الى البحث عن سبب تقدمه . وليتراجع الدور التاريخي لليمين المحافظ وليتعرض اليسار الى ما يشبه السقوط الحر وليعش التحالف الجديد الام الوضع …
كل ذلك يبعث على التفكير الحر وبصوت عال وعلى المراجعات واستبدال التحالفات والاهم منه كله ينخرط كل مواطن تقريبا في مسار وطني خوفا على مستقبل الوطن والتحاما بذاكرة الوطن . تنشط البحوث الاجتماعية وتشهد أسواق العملة هزات وأم الخلاصات هي تشبث الناس بالديمقراطية التي يتشربها الصبي وهو يحبو.
الديمقراطية الحبلى دوما بالحرية والتعدد وروح المواطنة والمسوءولية على الوطن تنشىء مشكلات ولكنها مشكلات انسان حر ووطن يتقدم وامراة كفوء للرجل .
لا احتاج للمقارنة مع الحالة العربية التي تكفر بالديمقراطية لانها تهدد الرئيس في بيته وفِي جمعيته ومنظمته وحزبه وحكومته ودولته فلا يرى في الارض عدا ما يراه في مرءاته.
ذاك هو غرضي :
١- اذا كانت الليالي التي سودتها أيدينا لا تطيق اليوم ادارة اسلامية تبعث مناخات الحرية والعدل فانه لا مناص من القبول بالديمقراطية وهي الادنى الى الاسلام والحمالة لمقاصده ووعوده .
٢- الديمقراطية التي نتردد بين تكفيرها ووادها هي مفتاح النهضة والتقدم والقوة و وحدة الصف وساير ما به تحكم علينا اروبا قبضتها وتحتل من السماء والارض أضعاف ما ياتي به حظنا العاثر.
٣- الديمقراطية التي تاتي باليمين النازي هي الكفيلة بإهالة التراب عليه بعد عقود وتبدل موازنات وزوال اسباب وهي اقل سوء من فردية عربية تثمر اليمين الديني باسم الجهاد ثم ننخرط مختارين او مكرهين في دوامة الارهاب والارهاب المضاد .
٤- قراءتي تقول لي ان صعود اليمين الغربي والعربي لا يخيف لتحولين كبيرين :
ا- صعود ارصدة الحريات في الارض كلها .
ب- صعود ارصدة الاسلام .
كلا الصعيدين يضمن تاكل منازع العنف والاكراه ولكن بقانون التوازنات وليس بقوانين الحب والأماني .
ملاحظة : اعتذر للهمز عن رسمه وأنشد
تفهم القارىء.
والله اعلم .