استمعت قبل قليل الى اولى التصريحات لنجلي الشهيد خاشقحي اللذين اختارا قناة ( سي ان ان ) الامريكية محطة لتلك التصريحات الاولى من بعد اغتيال أبيهما وخروجهما من المملكة. وفِي هذا – عدا ما ياتي – رسالة تخل منهما عن دم الفقيد. قال احدهما ان أباه توفي وقال الاخر ان ولي العهد وعده بالكشف عن الحقيقة وانه يثق فيه ويصدقه وأضاف انه يرجو ان تنفذ وصية ابيه بدفنه في البقيع.
كنت قبل ايام أحدث نفسي بضرورة قيام هذين النجلين بعمل يدعمان به الحراك الدولي الضاغط على ( ذنب ترمب السفاح ) لاجل الكشف عن الجثة وعن الامر بالاغتيال . لم يكن ذلك ممكنا وبعضها داخل المملكة .
وهكذا تفرق دم الرجل المقاوم المغدور بين قبائلنا المعاصرة :
١- الدولة التركية اختارت سياسة تراوح بين الانحياز لقيمها الاسلامية وحفظ مصالحها مع المملكة سيما انها تتعرض – اي تركيا – لمحاولات إقليمية ودولية لا تهدا لاجل خنقها اذ تعذر وأدها . ايلولة هذه السياسة هي التحاق القضية في غموضها بسالفاتها ( الحريري وكندي وغيرهما). لا اظن ان احدا منا مازال ينتظر ندوة صحفية للمدعي العام التركي تجمع شتات المعلومات الجزيية التي يجاد بها علينا ضمن نسق واحد يضع المسوءوليات في اوعيتها.
٢- الضغط البرلماني والاعلامي الامريكي نفسه ضد ( ترمب /حليف بن سلمان والمتستر عليه ) بدا بالنضوب ومثله الاروبي ولا مكان للحديث عن غير هذين العاملين الضاغطين.
٣- وبإعلان نجلي الشهيد اليوم عن تخلي العايلة ( صاحبة اليد الطولى في القصاص ) يكتمل المشهد بعتمة سوداء ولا اظن ان عدم اختيارهما ( قناة الجزيرة) غير ذي موضوع.
تلك قراءتي ولكني مطمئن الى التحقيق التي تقوم به المحكمة التعقيبية الاخيرة العليا وان غدا لناظره قريب الا ان يستبد بنا الاستعجال .