رمضان موسم الجهاد اولا والمجاهدة ثانيا .

من آفات التدين في رمضان :

تسللت الينا لوثة من المسيحية اذ يقبل الصائمون في رمضان على المجاهدة الروحية الفردية بايغال يجعلهم منفكين عن متطلبات الجهاد في الساحة الاجتماعية العامة وبذلك تنشأ ظواهر التورم الفكري ظنا منهم ان الروح شيء منفصل يعالج بالمجاهدة وليس بالجهاد وهو تصور ينقضه الاسلام ناهيك ان اقدار الرحمان رتبت ان تكون اعظم انتصارات الامة وأكثرها في رمضان وليس في غيره من فرقان بدر الاعظم الى فتح مكة ومن معارك الفتح الاسلامي في الشام والغرب الى حرب اكتوبر ( رمضان 1973).

حبر الامة يعلمنا فقه الجهاد في رمضان :

لما كان هذا الحبر الاعظم معتكفا في المسجد النبوي يتحرى ليلة القدر دخل المسجد رجل بدت عليه ارهاصات الكابة بسبب ديون اثقلت كاهله فانتبه لذلك ابن عباس وخرج معه ساعيا لقضاء ما أثقله ولما استعجب الرجل من قطعه اعتكافه قال له ( اني سمعت بأذني هاتين صاحب هذا القبر – محمد عليه السلام – يقول : من سعى في حاجة أخيه قضاها ام لم يقضها خير له من ان يعتكف في مسجدي هذا عشر سنوات ).

اي جهاد لنا اليوم ؟ :

الجهاد غير القتال. الجهاد ماض الى يوم القيامة. ومن صوره المعاصرة :

١- الجهاد السياسي ( انتخابات البرلمان الاروبي مثلا في رمضان بل ربما في العشر الاواخر). ومثلها اعداد العدة لانتخابات تونس .

٢- الجهاد الإغاثي حيث ملايين المسلمين اللاجئين من سوريا وغيرها.

٣- الجهاد الاعلامي تعبئة ورصا للصف وبثا للقيم ومقاومة للفساد الفكري .

خلاصة الفكرة :

١- رمضان موسم العفو الرحماني الشامل ويتوسل للعفو بخدمة الناس وتحريرهم والعمل المتعدّي احب الى الله من اللازم ولذلك أفطر عليه السلام في الطريق الى مكة فاتحا .

٢- الانسان ليس مجموعة من قطع غيار مركبة فتطهر الروح بمعزل عن الجهاد وليست المجاهدة مقصودة لذاتها بل تأهلا للجهاد .

٣- اما من لا يتاح له الجهاد – والسعي للقمة حلال جهاد – فعبادته المجاهدة . والتوازن هو جهاد ومجاهدة .

يسر الله لكم صوما زكيا مقبولا. وقياما نقيا وإنفاقا نديا وجهادا حريا وظفركم بليلة القدر . ولا تنسوا الدعاء على الظالمين والدعاء للمقهورين واعتق الله الامة قاطبة من ذلة الدنيا وعذاب الاخرة.