تجربتان عشتهما جعلتاني اعتقد تجربة ان امة الاسلام في عمقها – وليس في قشرتها النخبوية – امة مجاهدة بمالها :
١- في العشرية الاولى لهذا القرن كنت أجوب اروبا برفقة ثلة من الاصدقاء ( منهم من قضى نحبه ) تحت راية جمعية اغاثية ( مرحمة ) ابتغاء جمع الأموال لقضايا متعددة ( محرقة المخلوع بن علي ضد المساجين مثلا ) فكنا نعود بطانا في كل رحلة وخاصة في شهر رمضان .
٢- وفِي اثناء ذلك وحتى اليوم يتواصل العمل نفسه استجماعا لصدقات تبنى بها المساجد وفِي كل مرة يكون سقف املنا ادنى بكثير مما يجود به المسلمون . منذ ليلة واحدة دعي زهاء ثلاثماية مصل في اثناء صلاة التراويح للتبرع فجادوا في غضون ساعة واحدة بزهاء ماية الف يورو اذ شارك في الجملة رجال ونساء وطلبة واطفال .
زاوية نظر جديدة تجعلك موءمنا معاصرا :
من اراد الحقيقة بلا خديعة فلينظر الى امة الاسلام من زاوية عمقها ببعديه التاريخي والروحي وليس كما يفعل أكثرنا اذ يحكمون على الامة اما بتاريخها السياسي فحسب او بنخبتها التي تملا الكون صداعا ينخرط فيه وينخدع به كثيرون.
عمق الامة سليم محصن :
١- تاريخيا اغتصب الأمويون الامة حقها في انتخاب دولتها وترسخت تلك البدعة حتى اليوم فهل استسلمت الامة ؟ انظر الى الثورات الهادرة من حولك لتدرك الحقيقة. الاحتلال الغربي المدجج بالنار والغزو الفكري معا قوبل بالمقاومة وأكره على الرحيل .
٢- بغداد- عاصمة الارض في تلك الايام – وقد أغرقها ( هولاكو) في دماء اهلها … غرناطة – عروس الحضارة التي ألهمت اروبا قيم الرقي – وقد حولها الصليبيون الى محاكم تفتيش … اسطنبول التي فرض مصطفى كمال على اهلها الحرف اللاتيني والقبعة الغربية والغى الاذان ومثله في تونس الذي حمل مشروعا انسلاخيا ودفن الزيتونة وعلماءها … هل نجح هوءلاء في احلال دين ينسخ الاسلام ؟
٣- كم أنفقت اموال وجهود وكم سالت وعود ووعد من الأمريكان واروبا لاجل التطبيع مع العدو المحتل ؟ هل اخترق ذلك في عمق الامة قيد انملة ؟ ولا قلامة ظفر قطعا.
٤- كم من جمعية إنسانية حوصرت واخرى اعدمت وكم من دولة فرضت عليها عقوبات بسبب تساهلها في فتح ابواب الاغاثة لفلسطين وغيرها فهل ألغت الامة فريضة الجهاد بالمال ؟
٥- في اروبا حملات صليبية ضد بناء المساجد واتهامات بالجملة بالانتماء الى الاخوان او بالارهاب او بتمويل خارجي فهل تعوقت حركة بناء المساجد ؟ كلا والله بل تقدمت واشتعل مسلمو اروبا جهادا باموالهم وهذا امر لي فيه تجربة.
امة الاسلام كالبحر :
١- في كليهما تلقى القاذورات فتخضع لعملية تصنيع كيميائية لتكون منحة لا محنة.
٢- في كليهما عمق يختزن ما عز حليا وطاب غذاء وسطح هادر أهوج .
هذه عقيدتي بالتجربة :
١- امة لا تموت ولا تخضع للقهر بل تتحرر و تثور وتكر وفِي عمقها فطرة قحة وصفاء ابلج.
٢- فلا تيأسوا من امة الاسلام واعتصموا بعمقها ولا تبالوا بقشرة جلدية سرعان ما تنسلخ منها الامة كما تنسلخ الحية من ثوبها.