رمضان شهر القرءان(20): اذا كان الله موجودا فلم لا يتدخل لإيقاف القهر ضد الابرياء ؟

فوجئت في السنوات الاخيرة اذ يتيه هذا السوءال على شفاه غير يسيرة وكنت اظن ان عشرية السبعينات الجات هذه الاسيلة الى جحورها . هو سوءال يعتلج في الصدور بعد ان نقلت الينا الفضاييات بالصوت والصورة كيف يقهر النساء والأطفال والعجزة في سوريا واليمن وبورما وغيرها.

في قصة موسى جواب لأولي الالباب:

في سورة الكهف نقرا ان صاحب موسى ( الخضر ان صح الاسم ) عمد الى قتل غلام دون سن الحِنث لم يقترف جريرة قط كما نقرا ان هذا القتل العمد من لدن رجل قال عنه الله انه عبد اوتي رحمة وعلما هو فقرة في تربص علمي خضع له موسى ( الرسول الكليم ) ليكون اكثر رشدا في الحياة واكثر صبرا على ما يكون ظاهره مختلفا عن باطنه. ثم نقرا تاويل هذه الجريمة الشنعاء في ظاهرها ان ذلك الغلام البريء قتل ظلما في الظاهر حيلولة دون ان يشب فيرهق والديه الموءمنين طغيانا وكفرا وان بديلا عنه اكثر زكاة ورحما على وشك ان تقر به أعينهما .

ويظل السوءال عالقا : لماذا؟

ءامنت بوجودك يا الله ولكن لم يطمئن قلبي ما ذنب غلام بريء يقتل عمدا ؟ نقرأ ان الامر بالقتل هو الله اذ قال القاتل ( فخشينا ) وهو القائل قبلها ( فأردت ) وهل يخشى الله شيئا ؟ ثم قال ( فأردنا ) وهي ادلة على ان القاتل يوحى اليه وان العبد لا يملك عدا اقتفاء اثر الخليل الذي امر بذبح فلذة كبده الوحيد بيده فلبى.

عقيدة القدر ابسط العقائد لمن القى سمعا:

١- انا مخلوق لا خالق ومصنوع لا صانع ومرزوق لا رازق ولا املك لنفسي موتا ولا حياة . اليس منطقا عقليا صارما ان اكون لهذا مملوكا ملكية تامة ؟ فاذا كان ذلك كذلك اليست العلاقة الأعدل عقلا ان اكون عبدا وهو معبودي؟

٢- عندما اذبح بيدي بقرتي التي يشرب منها الناس لبنا او نوقي التي تقلني ومتاعي حيث شئت هل يعترض علي احدهم ؟ لم؟ لانهم يعلمون يقينا اني حر في مالي. هل انا خالق البقرة المذبوحة ؟

٣- ذلك هو الله الذي امر بقتل غلام بريء وهو احق به مني بنوقي بسبب انه يخلق ولا اخلق.

٤- هو من يعلم ان الغلام سيكون جبارا في الارض فهو ينقذه من نفسه وينقذ الناس منه قبل فوات الاوان . اليس هذا ربا جديرا بالشكر ؟

٥- هو امر بقتل ولدهما ولم يكلهما الى الصبر فحسب بل ابدلهما خيرا منه . هل يسال هذا لم اخذت بريئا ؟

٦- مسك الختام هو اننا في قاعة امتحان لا في منتزه فهل يسال المعلم لم اخترت لنا هذا السوءال الصعب وهو مقرر في المدرسة وسبق ان عولج؟

خلاصة :

ايماننا بالقدر الشر : احدهما صلب عتيد هو ايمان العجائز والاخر أجلى وأسفر بمعقوليته . كلاهما يوفي صاحبه حظه طمأنينة وأملا والقدر المفهوم اخصب كسبا اليوم وأندى ثَوَابا غدا.

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *