رسالة إلى رجال النهضة ونسائها

كلمات ظلت تجيش في صدري لأيام خلت. كلمات أحرض إليها أبناء النهضة وبناتها وأخرى أبسطها للحوار. كلمات أحرص الحرص كله على أن يعالجها أصحابها بقوة الجأش فإن وجدوا فيها خيرا بسطوه وإن وجدوا فيها غير ذلك طرحوه. كلمات أرجو أن تبلغ أصحابها كلهم وما  ذلك عليه بعزيز سبحانه وهو الذي منّ علينا بأثير هادر. هي كلمات كثيرة وطويلة عليّ إختزالها في عناوين كبرى وأخرى صغرى.

الكلمة الأولى.

قوة الحركة في وحدتها.

ليس ذلك أصلا نظريا نتعلمه بل هي تجربة تاريخية عشناها. ليس هناك اليوم في تونس حركة موحدة بأسطولها الفكري وجهازها الحزبي بمثل ما عليه النهضة. كانت ذات يوم وحدتنا محفوظة  بتطويقات  السرية والمقاومة وعوامل أخرى. الحركات الأخرى كلها تقريبا ليست موحدة إلا وحدة حزبية أو وحدة ثأرية أو وحدة سياسية. الوحدة الفكرية هي أساس الوحدة و الإعتصام وهو أمر لا يتوفر لغير النهضة. الوحدة التاريخية كذلك ظلت سمة النهضة دون غيرها في الأعم الأغلب. بقيت أمور ثلاثة :   

أولها أن التداعيات الإنتخابية الراهنة في بلادنا تغري بنقض أطراف تلك الوحدة تارة بدثار الثورية بدل الإصلاحية وتارة بأسمال أخرى. المعالجة هنا هي : فحص السجل التاريخي للحركة ودراسة مختلف تقلباتها من جهة والصدقية الأخلاقية لرجال الحركة ورموزها وعموم أبنائها وبناتها من جهة أخرى. هنا ينبغي أن تكون الإحالة منا على الثقافة العملية وليس على الثقافة القولية. شطب الماضي بجرة قلم لا يقدم عليه الحصفاء والرشّد. أما الحسم بسرعة في ملامح المستقبل ـ هو ثوري حتما عند هؤلاء وهو غير ذلك حتما عند أولئك ـ فليس من شيم الراسخين كذلك. إنما هي مقاربات وقراءات وإجتهادات منزوعة الدسم النبئي.

 ثاني الأمور هو أن تجديد الدعوة إلى توطيد أركان الوحدة والإعتصام لا يعني قطعا التضحية بمكتسبات التعدد والتنوع والإختلاف التي نشأت عليها الحركة  حتى أضحت رقما من أرقام قوتها وقوة وحدتها بل إن ذلك يعني الضد من ذلك بالتمام والكمال أي تغذية الوحدة المنشودة بتوسيع تلك الدوائر وتخصيت الإعتصام بضخ تلك القيم في أكثر ما يمكن من مفاصل الحركة. المعالجة هنا هي : مواصلة الكفاح داخل الحركة لتتبوأ تلك القيم مكانها الحقيقي ولكن تحت سقف واحد يظلنا جميعا وفوق أديم واحد يحملنا جميعا كذلك.

ثالث الأمور هو أن تفعيل أركان الوحدة يتأكد اليوم عندما تزمجر رعود الإستئصال من حولنا متربصة بنا أي بمشروعنا التحرري أصلا وليس بمشروعنا الإسلامي الوسطي فحسب. زمجرة الرعود وصلصلة الوعود اليوم مسموعة من الشرق تترى ومن الغرب تترى. عندما كنا في المحن السابقة ـ ذات اللون المعروف والطعم المعروف ـ لم تكن الوحدة مهددة لأسباب غريزية في الإنسان ولا يعني ذلك أن الوحدة يومها لم تتعرض لمحاولات وأد داخلية وخارجية ولكن ذلك يعني أن الطريدة لا تفرط في جزء منها لتؤمن الجزء الآخر فلا مناص لخصمها من أن يأخذها جملة أو يدعها جملة. اليوم تكون الوحدة مهيئة للنيل منها لأسباب اليسر والدعة وحصيلة البحث مفادها أن الشكر أعسر على المرء من الصبر بمرات ومرات. وما لا ينال منك وأنت حبيس قد ينال منك وأنت حر طليق وبيسر شديد.

الكلمة الثانية.

الإصلاح داخل الحركة صعب وعسير.

هذا أمر صحيح ومجرب. فما مرده؟ الحركة تكبر يوما من بعد يوم وذلك شأنها منذ نشأت تقريبا ومع إتساع مساحتها تتعدد مؤسساتها وتتعدد إهتمامات أبنائها وبناتها وتصبح آليات التشاور قاصرة وكلما إنهمكت في الشأن الواقعي ـ وخاصة السياسي منه وهو المهيمن في الأرض كلها ـ إختلفت التقديرات وما ينبغي لها سوى الإختلاف لتنشأ من ذا الحركة وتولد الحياة وتمضي سنة الإبتلاء. هناك طريق يؤمن الإصلاح وهو سريع وهو طريق الإستبداد وسبيل الإنفراد ولكن عواقبه وخيمة قطعا وهناك طريق يؤمن الإصلاح ولكنه بطيءٌ وثقيل وهو طريق التشاور والتوافق. الحركة إختارت الطريق الثاني فكان الإختيار منها صحيحا ولكن التنزيل لم يكن دوما صحيحا ومن ذا نشأت هذه الحقيقة : الإصلاح داخل الحركة طريق وعر وشائك وصعب وعسير ولا بد له من صبر لا شطآن له. ذلك هو الذي يفسر جزء غير قليل من الإستقالات السابقة واللاحقة. رجلان يكذبان منا : رجل يدعي أن الحركة غدت مستودعا خصبا للفردية والإستبداد سواء من فرد أو من مؤسسة ورجل يدعي أن الحركة مسرح ديمقراطي شوري لا يقضى فيه بشيء يستوجب التشاور إلا جاء الأمر ديمقراطيا لا غبار عليه. ذلك هو الوضع الطبيعي عندما نتحدث عن الإنسان وعندما نتحدث عن متغيرات الشأن العام وخاصة الشأن السياسي وعندما نتحدث عن رجل أو مجموعة رجال بوؤوا لتوجيه دفة السفينة. الوضع الطبيعي هو أن تنشأ فينا ناشئة الفردية ـ وقد نشأت منذ زمان وعولجت ـ وتقابلها نشأة الإصلاح وعنوانه هنا : إعادة الإعتبار للمؤسسة وقيمة التشاور وكلمة الصف وروح التوافق. في ظل التطورات التي نعيشها لا مجال للتبرم من نشوء قوى تكافح داخل الحركة في إتجاه خيار سياسي معين إذ أن ذلك سينشئ حتما قوى أخرى تكافح في الإتجاه المعاكس. لسنا بدعا من التحزب السياسي المعاصر ولا يحتمل الإسلام الوسطي الذي يوجه خيارنا ويضخ بالحياة مسارنا إعدام مثل ذلك. الذي لا يعلم ذلك عليه بدراسة الخلافة الراشدة نفسها وليس ما بعدها فحسب. الإصلاح فينا عسير وصعب ولكنه ممكن. أجل. قطعا هو ممكن. لو لم يكن الإصلاح فينا ممكنا لألتحقت الحركة منذ سنوات طويلات بالمعسكرات الستالينية التي تعد الديمقراطية لسانا برجوازيا. اللحظة الفارقة في ربيع 1981 متعلقة بقرار الإعلان عن الجماعة حزبا سياسيا ديمقراطيا كانت إمتحانا عنوانه النجاح وأس النجاح يومها لم يكن سوى : التوافق الشوري. ذلك مثال واحد على إمكانية الإصلاح وإنتصار الديمقراطية وفي ظروف سرية بالغة الخطورة.

الكلمة الثالثة.

التحول الجديد لا يزال طريا فلنرفق به.

المقصود هنا هو التحول منا من حركة إسلامية مقاومة مطاردة وعلى إمتداد زهاء أربعة عقود كاملات إلى حزب سياسي قانوني في مرجل ثورة من جهة وعلى موقد إنخرام سياسي عربي ودولي لتوازنات قديمة من جهة أخرى. ذلك التحول الذي يغشانا على حين غرة ولم نخطط له هو تحول كبير بل يعد جديدا أصلا ببعض معاني الجدة وهو تحول خطير حقا إذ هو كفيل إن لم نطوقه بما يناسبه بالذهاب بالريح جملة وتفصيلا. هو حادث سريع فجئي كبير. حتى مفاجآت الفرحة قد تخلف في أصحابها الذي تخلف فما بالك بمفاجأة الثورة التي إمتزجت فيها عندنا نحن الفرحة مع السخط. إشكالية العلاقة الجديدة بين الإسلام والحداثة بما عالجتها الحركة معالجات جادة ومتقدمة لا بد لها أن تضع بصمتها على ذلك التحول الذي أريد لنا به أن يكون تحولا سريعا فجئيا ومنعرجا خطيرا كمن يدعى إلى خلع ملابسه في مكان عام فأنى لمن نشئ في الحياء أن يقوم بذلك وينجح في العملية التمثيلية؟ بل باغتتنا التحولات تباعا فمن تحول من جلدة الحركة الإسلامية المقاومة إلى حزب سياسي قانوني ومن تحول من مقاومة الإستئصال إلى إدارة الثورة بدولة عميقة. بل هناك أمر آخر لا يقل شأنا وهو أن الحركة التي ظلت مجزأة بين مهجر وبين داخل لا تكفيها سنوات قليلات لإستعادة التجانس المطلوب بين هذا وذاك. مسيرة عقدين كاملين كفيلة بإحداث تغييرات عميقة وكبيرة في كلا الجزءين. هي شآبيت أمطار غزيرة هطلت بسرعة فإستقبلناها هاشين باشين غير واعين تمام الوعي بتضاريسها من ناحية وبتداعياتها القابلة من ناحية أخرى. وعندما تقلع السماء ويغيض الماء وتستوي السفينة على الجودي نكتشف ما كنا نجهل.

الكلمة الرابعة.

هجران بعض هويتنا التربوية ليس بعيدا مما نحن فيه.

ليس الحديث عن الهوية الفكرية العقدية فهي إسلامية وسطية قحة وليس الحديث عن الهوية الفكرية السياسية فهي ديمقراطية تشاورية توافقية حقة. بطاقة الهوية القومية بيضاء ناصعة. إنما الحديث عن الهوية السلوكية تربويا ودعويا  بما يحملنا مسؤولية تأخير ذلك إهتماما وتخطيطا ومزاولة وبنسب كبيرة معتبرة إلا أن يشفع لنا في ذلك أن هناك جهد داخلي ولكن الحركة لم يعد يسعها داخلها فحسب. لسنا مهددين بالعلمنة وبناتها ولكن بعض القيم فينا أضحت منزوعة الدسم الفعلي. ولسنا مهددين كذلك بالتسلف المزيف وبناته ولكن حرزنا من العلم المؤصل أضحى باهتا شاحبا. تجديد أسطولنا الفكري فريضة وضرورة والمقصود هنا على وجه التحديد : إستعادة الجهد التجديدي الإجتهادي السابق إذ التفريط فيه خسارة كبيرة بل هي علامة صحيحة من علامات الهرم والشيخوخة سيما في عالم يتدحرج مع العولمة حتى لو دخلت جحر ضب لدخله في إثرها. كما يعني ذلك معالجة هذا الملف المرهق : العلاقة بين الحزب وبين الحركة إذ كلما أجلنا ذلك ألفنا التخفف من أعباء الدعوة كما عرفناها سابقا وعرفتنا ساحاتها ومنحنا فرصا إضافية جديدة لقيم تربوية جديدة ولكنها غريبة. إلى متى يظل هذا الباب موصدا في حين تنفتح الأبواب لغيره؟ إلى متى يأكل الحزب من رصيد الحركة ونحن نتعلل بالإكراهات السياسية الراهنة محليا ودوليا؟ هل نحن مؤهلون للقيام بالدورين معا والرسالتين معا؟ نحن جمدنا الوصل وأجلنا الفصل في الآن ذاته. ذاك إنتحار في علم المستقبليات. ألا ترانا تخففنا الآن من كثير من ذلك؟ ظني أن الحركة لن توهب لها فرصة أخرى في قابل أيامها كفيلة بمنحها أطيب الأوقات لتجشم مثل تلك الملفات الكبرى : ملف التجديد وملف التحرير الدعوي الديني العلمي التربوي وملف التأهيل القيادي الإداري لجيش لجب من حواريي الحركة من الشباب ذكرانا وإناثا ومعدل العمر القيادي فينا متقدم جدا بل شايخ متهرم.

الكلمة الخامسة.

في الحركة عمق لا يعرفه كل الناس ولا يعرفه كثير منا.

كلنا اليوم تقريبا ـ إلا من رحم ربي ـ مشرئبو الأعناق إلى سطح الحركة فحسب بل إلى سطحها السياسي فحسب. في الحركة عمق هو نواتها التي أسستها في سبعينيات القرن الميلادي المنصرم. ذلك العمق ليس غزير العدد ولكنه صلب العود لا يرضى عن كل شيء ولكنه مسكون بهاجس الوحدة والإعتصام وهما من أعظم مقاصد الدين وأسنى مطالبه. هي إشكالية تاريخية قديمة عرفها التاريخ الإسلامي ذاته : إشكالية الحرية والوحدة. هما في النظرية الماركسية متضادان متصارعان أبدا فلا بد من الغلبة لأحدهما والغلبة هناك هي للوحدة. أما في النظرية الإسلامية فهما مختلفان متكافلان يتدافعان أبدا والغلبة هنا هي نشأة الحركة وتجدد الحياة في إثر ذلك أي : تقف الحرية عندما تصطدم بتخوم الوحدة وتقف الوحدة عندما تصطدم بتخوم الحرية وبذلك يظلان أبدا في حركة مد وجزر شأنهما شأن الأمواج البحرية. شيدت الحركة على العقل المركب بل على العقل الجمعي المركب ومن شأن الحركات التي تعالج الأوضاع المركبة بدين مركب أن تتسلح بعقل مركب فالتركيب سمة الكون وعنوان الخلق وإرادة الباري سبحانه. ومن مظاهر التركيب التي قد لا نفلح في مراعاتها : التركيب الزمني الذي يجمع الفاحص أركانه من الماضي ومن الحاضر أما المستقبل فحسبه التواضع حياله فلا يدلي بغير قراءات قد تصدق وقد لا تصدق والتوافق الجماعي يصدق على ذلك فيمضيه أو يكذبه فيوقفه. ذلك العمق الكثيف معنويا لا كميا هو عمق عادة ما يكون صامتا وهو صمت يحسبه بعضنا سلبية أو إستقالة ولكنه صمت الأشياخ المحنكين الذين يتدخلون في الوقت المناسب فحسب. الناس عرضة للسوق. ذاك صحيح ولكنك لا يمكن لك أن تسوق كل الناس في كل الوقت وإلى كل سوق ترضاه. ذلك هو وجود الأمة الذي كثيرا ما نظنه أثرا من بعد عين لفرط القصف الإعلامي والتسويات السياسية المهينة ولكن هل فعلت سياسات التطبيع في الأمة شيئا وهي التي تجند لها الأموال والمؤسسات والأوقات؟ أبدا. ذلك هو العمق الصلب الذي لا نلمسه ولا ترى له العين أثرا ولكن الراسخين يعرفونه.

الكلمة الأخيرة.

ما هو العنوان الأنسب لعملنا؟ هل هو مشروع تحرري أم هو مشروع إسلامي؟ ليس معنى ذلك أن العنوانين متقابلين لا متكافلين ولكن معنى ذلك هو : ما هو اللون الذي نلون به عملنا أو مشروعنا؟ اللون مركب من مركبات الإخراج. هل تاب الماركسيون عن بعض أركان عقيدتهم عندما إختاروا اللون الديمقراطي أو الليبرالي؟ قطعا لا. رأس المال شيء و حقل الإستثمار شيء آخر. دعوني أطرح هذا : الوضع الدولي بأسره تقريبا ـ أي المتنفذ فيه ـ مازال غير قابل ـ لا رسميا ولا حتى شعبيا مع بعض التنسيب هنا ـ بالمشروع الإسلامي شريكا في الإدارة الدولية. تلك حقيقة أظنها غير خافية. ألسنا مدعوين إلى هذا :“ .. حتى تعلم يهود أن في ديننا فسحة”. أي أنه ـ عليه السلام ـ تعمد تعليل قوله وعمله مساهمة في هدم جدار الخصومة وسل فتائل التلاغي والتنابذ. هل فعل ذلك خوفا؟ قطعا لا. إنما فعل ذلك ليحفر في الجدار المقابل كوة صغيرة ستكبرها الأيام. كيف ونحن اليوم شركاء في جزيرة صغيرة إسمها العولمة التي دكت الحدود وألغت التخوم؟ لإبن القيم ـ أبرز فقيه دستوري في تراثنا ـ قولة من ذهب هي : المواءمة بين الواجب وبين الممكن. ولأستاذه إبن تيمية أخرى من ذهب أيضا وهي : ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين.

أمّ رسالتي.

أعسر شيء على المرء تكثيف رسالته أو تركيز مطلبه في كلمات قليلات غزيرات. أمّ رسالتي هي أن وحدة الحركة أمانة في عنق كل واحد منا وهي مسؤولية تضامنية إشتراكية تكافلية وهي وحدة نعيد ترسيخها بأمور كبيرة منها : المقاومة لأجل توسيع دوائر الحرية والتعدد والإختلاف  داخل الحركة إلى أقصى حد ممكن ولكن دون خرق الأديم والسقف معا. ومنها كذلك: التربص بالمراحل السياسية الدقيقة والأمة بأسرها اليوم تعيش مثل ذلك وتونس كذلك وهو تربص يكفل لنا التقويم الصحيح كما يكفل لنا إعمال النظرة الجامعة كما يكفل لنا شيئا من التأني والتريث لرصد الإتجاه العام للأوضاع. ومنها كذلك : إعتبار أن وحدة الحركة عامل قوة شديد لوحدة البلاد إذ لو لم تخرج الحركة من هذه المحنة إلا بحسنى إسمها رأب الصدع الذي كادت أن تندلق أقتاب بطنه بين جاهلية الشمال والجنوب لكان ذلك فخرا لها ولحسب لها في ميزانها الدنيوي والأخروي معا. أمّ رسالتي هي : أنا لست معذورا في إستقالتي ما لم يتبين لي قطعا أن الحركة خانت مشروعها الإسلامي الوسطي أو خانت مشروعها الوطني الديمقراطي أو ( القومي إسلاميا أيضا إن شئت) أو خانت مشروعها الإداري الداخلي القائم على التوافق الشوري أو ظهر فيها الفساد المالي. ذاك هو ظني : ما لم يتبين لي قطعا أن الحركة إقترفت واحدة من تلك الخيانات العظمى الأربع أو الخمس فإن الحركة هي قاربي في التغيير والإصلاح والمقاومة داخليا وخارجيا معا. أمّ رسالتي هي : الإختلافات السياسية ما ينبغي لها أن تفرق شملنا بعد هذه التجربة الطويلة والكسب الكبير إلا إذا إستحالت الحركة ثكنة عسكرية يقودها جنرال ويتصرف كأنه في حالة حرب مفتوحة. الوضع من تلك الجوانب كلها في تقديري غير الوضع وليس الوضع ورديا بل فيه من فرائض الإصلاح وعزائم التجديد الذي فيه. أمّ رسالتي هي: أبغض الحلال إلى الله الطلاق.

يشهد الله أني أتحدث بوجع فؤادي وأكتب بدم مهجتي لا أبتغي شكرانا ولا جزاء.

لا أزعم لما كتبت الصواب ولكني أومن بالإجماع وألتزم بنتائجه ولو على كره مني.

الهادي بريك ـ مدنين

28420944

brikhedi@yahoo.de

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *