خدوا حذركم فاني زنديق

خلع علي صديقي في هذا الفضاء الافتراضي – محمد ضو – لقب الزندقة. انظر مقالته التي ثبتها هنا في جداري.
لا بد ان أسدي اليه جزيل شكري بداية ولا بد ان احذر الاصدقاء والصديقات مني اذ نجحت في اختراقكم والضحك على ذقونكم لمدة تزيد عن اربعة عقود ما هدا مني فيها لسان ولا قلم واليوم ءان اوان الانكشاف .

هي فرصة لاختبار رصيدي.

شعرت بوجع لا اكتمه لسببين : اولهما اني نادرا ما اتعرض لمثل هذا. اما في حياتي الحقيقية – لا الافتراضية – فلا اذكر اني اشتبكت مع احد ابدا . السبب الاخر هو اني موءمن اني موءمن وليس زنديقًا .موءمن باني عاص وظالم لنفسي – وليس للناس – في حقه سبحانه.شعرت بالوجع وقلت في نفسي: اين رصيدك من الحلم الذي تحث عليه ؟ ادركت ان درجة الحلم التي تحتل لصاحبها فردوس الاحسان دونها عقبات كأداء . اختلجني شعور ءاخر : اين انا من رجال كثيرين ونساء تداس اعراضهم منذ عقود ؟ أعتورني شعور ءاخر: لماذا لا يفلح اصحاب السلطة في غرز هذا الوجع في ولكن صدوره عن غيرهم موءلم؟

عندما اقرا ما يرمى به رجل مثل الغنوشي و ما تنسب له من خيانات للدين والوطن وقد اشاع عنه اصحاب السلطة السابقين في أوائل التسعينات انه تزوج سودانية ولفقوا لها اسما وصورة وزوجه لاتزال في تونس تحدّب على ولد- صيغة جمع – في عمر الطيور …

عندما اقرا مثل ذلك عمن رموا بحيازة اموال طائلة وثروات دايحة ولم تمض عليهم في ” السلطة ” عدا بضعة اسابيع او شهور..

عندما اقرا كيف تنتصر الاهواء الحزبية او المذهبية او الجهوية على أصحابها ليلووا اعناق التصريحات ويتصيدوا تركيبا يتسللون منه الى رمي الناس بالكفر والرِّدة والخيانة ومفردات القاموس الاسود المتداول ..

عندما اذكر الشريط الفضيحة الذي لفق ضد علي لعريض في الأسابيع الاولى لاعتقاله في اواخر عام ١٩٩٠ اذ رمي بمزاولة اللواط …

عندما اقرا ذلك وأذكره يزداد وجعي . يغتالني شعور مخيف انا – عربا ومسلمين – ما تادبنا بالدين الذي يحذرنا من الولوغ في أعراض الناس وان ما تكنه صدورهم من كفر او ايمان او نصيحة او خيانة لا سبيل لأحد عليه عدا من يبلو السرائر . وما تأهلنا لحياة ديمقراطية يسود فيها السلم والاعتراف المتبادل مع الإقرار بالاختلاف.

تحية الى مكشوفي الظهور.

هوءلاء الذين يعبرون عن مواقفهم بألسنتهم وأقلامهم وباسمائهم الحقيقية لا المستعارة .. وأولئك الذين لا ينساقون مع منهج ” أغنية لكل مستمع ” همهم رضى الجمهور ولا ينطحنون في رحى ” الحزب – التيار – المذهب الخ …”
الى هوءلاء وأولئك – دعني اخص منهم رجلا حطم الرقم القياسي في الوفاء لرأيه هو صدعا يقض على اهل الدفء دفئهم : الشيخ عبدالفتاح مورو – …

اليهم جميعا تحية تليق بشجاعتهم و تجل صبرهم وحلمهم . لا شك انهم يوجعون ويتألمون وعسى ان يكونوا من الذين يرجون من الله ما لا يرجو غيرهم.

خذوا حذركم فاني زنديق.

والله اعلم

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *