الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الهادي بريك
مقالات مشابهة
وصلتنا الرسالة اليوم من 217 نائبا برلمانيا في أول إجتماع لهم.
فتحنا الرسالة وقرأنا فيها أن تغييب ” الرئيس المؤقت ” الأمي منصف المرزوقي عن حضور الجلسة الإفتتاحية يعني : نحن نواب الشعب تواضعنا ـ أي إتفقنا وأجمعنا ـ على بيع الرجل الأمي المنصف المرزوقي في سوق النخاسة بأزهد الأثمان ونحن نرتب لدفنه في مقبرة التاريخ أي المقبرة ذاتها التي دفنا فيها ذلك الشغب الذي أسميتموه ” ثورة “. لا حاجة لنا لا بتكفينه ولا بالصلاة عليه وهل يصلى على صعلوك يستمد ثورته من ” الشنفرى ” المتأبط شرا ممن قرأنا عنه في التاريخ؟
وصلتنا الرسالة واضحة غير مشفرة :
أيها التونسيون
أيها التونسيات
يا من صوتم لهذا الصعلوك الفقير الأسود في الدورة الأولى من الرئاسيات
يا من عددكم يفوق المليون بقليل
لا تعيدوا إنتخاب هذا الصعلوك الفقير الأسود من جديد.
ألسنا نوابكم الذين إنتخبتمونا؟
أليس لنا عليكم حق السوق إلى بيت الطاعة؟
تلك هي الرسالة التي وصلتنا اليوم وقرأناها ووعيناها جيدا.
وهذا ردي عليكم.
ردي يتركب من كلمتين فحسب :
الكلمة الأولى :
لقد نجحتم متكافلين اليوم في بيع الرجل في سوق النخاسة بأزهد ثمن. أشهد أنكم نجحتم في ذلك بعدما وطأ الإعلام النوفمبري لذلك وبعدما نجح في شيطنة الرجل. أنتم نجحتم في ذلك ولكن كاتب هذه الكلمات ” المشاغبة ” سيعيد التصويت له حتى يجف القلم من مداده وحتى تثقب ورقة الإقتراع وحتى تنهمر دموعي أسفا وحزنا على وطن أتاحت له الأقدار الرحمانية فرصة فريدة للخروج من أطوار القهر والسلب والنهب والجور فأبى ” حماته ” إلا إعادته إلى تلك المربعات الوحلة. لن أقتصر على التصويت له بل لن أدخر جهدا في الدعوة إلى ذلك. لو نزل الآن خبر من السماء يقول بأن الرجل لن يفوز
بالرئاسيات فإن قيم المروءة والشهامة تأبى علي وعلى كل حر من كل مشرب فكري وسياسي أن أكون شاهد زور على عملية البيع القذرة.
الكلمة الثانية :
إنما أسفي على زهاء 69 منكم فحسب ممن شاركوا في عملية البيع القذرة. أولئك الذين لم يجرؤ واحد منهم فحسب ـ حسبما تابعت والمعذرة إن كنت أخطأت ـ على طرح السؤال الحرج : هل لنا رئيس دولة ” مؤقت “؟ هل نسيتم دعوته؟ هل خضعتم إلى ضغوطات من قيادة ” التجمع الجديد ” أي حزب المخلوع بن علي؟ إذا كنتم مصرين على بيعه ووأده ودفنه فأتوا به إلى هنا لعلنا نشفع فيه أو فيكم أو … أولئك الذين فهموا أن السياسة حذلقة باردة. أولئك الذين تعرضوا فيما مضى من السنوات والعقود إلى حوادث مرور أليمة فما إن برئت جراحهم أو تكاد حتى ” تابوا ” توبة نصوحا عن الأفعال القذرة السمجة
التي تسمى معارضة أو مقاومة أو حتى جرأة على طرح سؤال لا ينسجم مع ” بروتوكولات ” حكماء حزب المخلوع بن علي الجديد. أسفي على أولئك الذين ظنوا أن الثورة ماتت حتى من الصدور وليس من الشوارع فحسب. أولئك الذين أخشى عليهم ـ وعلى نفسي ـ أن يضبطهم الشعب بعد زهاء عشر سنوات من اليوم متدثرين بأسمال حزب المخلوع بن علي ظنا منهم أن العقار يمكن أن ينفع فيما أفسده الدهر. أسفي على أولئك الذين يرتشفون مرارة الهزيمة الإنتخابية الأخيرة على أنها هزيمة سياسية أو ربما قيمية وليست هزيمة إنتخابة في جولة إستثنائية وللحياة جولات وصولات ودورات …
أسفي على أولئك الذين رضوا بصمتهم على بيع رجل ظل يقاوم المخلوع بن علي كما لم يفعل ذلك عشرات من الرجال الذين تجدهم اليوم في الصفوف الأمامية في الحركة أو في سدة البلاد وبرلمانها … أولئك الذين لم يعملوا بالقالة العربية القديمة: إرحموا عزيز قوم ذل.
أولئك الذين سيكتشفون يوما أن القضية التي بيع أحد أخلص رجالها في عملية زور مفضوحة ستقيض لها أقدار الرحمان سبحانه أفلاكا جديدة تماما بمثل ما إكتشفوا يوم 17 ديسمبر 2010 أن هناك شعبا ثار وإنتفض ..
بيع الرجل في ردهات البرلمان الجديد بثمن بخس وبشهادات زور ..
ولكن الثورة لن تباع ..
سؤالي هو : ماذا عندما يتحدث قادة حزب المخلوع غدا عن هيبة الدولة؟
هل يجرؤ واحد منكم أن يتحدث عن هيبة دولة مرغ رمزها اليوم في التراب بشهادات زور مخجلة..
بيع الرجل ولكن صوتي له بحوله سبحانه وفاء و ” معذرة إلى ربكم “.
الهادي بريك ـ تونس
28420944
brikhedi@yahoo.de