الهجرة : عنوان تحرر و جماعية و ولاء (٢)

الهجرة توءكد الطبيعة المجتمعية للاسلام

لم تكن الهجرة خيارا فرديا ولا حتى فريضة شخصية بل كانت حركة جماعية سواء في اتجاه الحبشة حيث شاركت المراة او في اتجاه يثرِب حيث نزلت سورة مدنية كاملة بمناسبة وفود المهاجرات يقطعن ميات الاميال في ليل دامس فما انحدر التدين لا عندهن ولا عند غيرهن ليسأل متدين مغرور مزيف عن المحرمية .

لم تكن المشاركة في اللقاء الدوري في دار الأرقم اختيارية ولم تكن الهجرة اختيارية ولم يكن الجهاد اختياريا ناهيك ان الوعيد شديد ضد الذين ءاثروا دفء مكة من غير المستضعفين اذ توعدهم بالخلود في النار ولم تشفع لهم سابقة ولا ايمان ببعث وما ذلك سوى لان تعريض الانسان نفسه او غيره لفتنة الاكراه جريمة في الاسلام الذي ما تنزل عدا لتحرير الانسان من هوى نفسه اولا .

الاسلام جناحان : الحرية والجماعية

هو طائر يحلق بالانسان حيث السعة ولكل طائر جناحان وإذ وقع الحديث عن جناح الحرية في الحلقة الاولى فان الجناح الاخر للاسلام هو : الجماعية . الا يشدك وانت تجد فيه زهاء تسعين نداء جماعي للذين ءامنوا وزهاء ثلثها للناس وخمسة نداءات لبني ءادم؟ اليس ذلك موءشر على ان التدين اما ان يكون جماعيا موءتلفا او لا يكون؟

لا بد من هجرة جماعية لعمارة الارض

لو كانت الهجرة عملية فرار بالدين كما يحلو للمنسوبين للدين اليوم ان يهرفوا لعمل كل صحابي على تخليص نفسه او اهله من الفتنة . ولكن الهجرة فرار الى الحرية فرارا جماعيا يحقق المقصد من الهجرة ومن الحرية معا وليس المقصد منهما عدا بناء حضارة تعمر الارض بالعدل والكرامة والصف الواحد وإدارة الاختلاف بالشورى وصناعة الحديد . ولما كانت العمارة مهمة امة واجيال فان الهجرة كانت فريضة جماعية.

ثلاثي التحضر : الايمان والهجرة والجهاد

ذلك هو عنوان التحضر في الاسلام . ايمان يرسم الطريق ويزكي النفس وهجرة تعدم الاكراه وتنشىء الحرية وجهاد يحرر الشعوب من سطوة الطغاة.تحضر مجتمعي يسير في اتجاه الخلاص تكافليا لا فرديا.

والله اعلم .

 

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *