الهجرة : عنوان تحرر وجماعية و ولاء (٣)

الولاء للفكرة لا للرجل : منهج الفاروق وعقل الصحابة

الشعور بالزمن نعمة وامارة رشد ومدنية وتحضر وهو ما جعل الفاروق يجمع الصحابة ويقترح عليهم إسناد هذه الامة لزمن وتاريخ اذ لا تكفي الارض وحدها معطى في الوجود والتجديد. تواضعوا على فكرة التزمين وكيف لا وهم يجدون في كتابهم رفعة قدر الحساب والحسبان بل يجدون الاعداد والارقام من واحد حتى ماية الف . تعلموا ان الأبعاد ثلاثة لا بد منها : الزمان والمكان والانسان وتلك هي منطلق المدنية ومبدأ التحضر وعلامة الترقي. وفِي اثناء الحوار رأى بعضهم ان يسند للأمة تاريخ يبدأ بميلاده عليه الصلاة والسلام ورأى اخرون ان يبدأ بالبعثة مبدأ الاسلام . هنا قدم الفاروق رايه الذي لاجله جمعهم عليه وأخبرهم ان عز الاسلام وكله عز لا يحققه حدث بمثل حدث الهجرة اذ نقلت الامة من الاستضعاف الى التمكين ومن القلة الى الكثرة ومن الخوف الى الامن ومن الجوع الى حق الضرب في الارض. توافقوا جميعا على ان تكون الهجرة مرجع تاريخ الامة ومبدأ زمانها. فكان الفاروق اول من جمع الامة على زمن واول من جمعها على اكبر حدث اي الهجرة وبذلك ضخ الرجل بحكمته في الهجرة ما لم يكن فيها . ذلك فتح من فتوحاته الإدارية عليه الرضوان.

ذلك معنى من معاني الولاء للفكرة وليس للرجل ولو كان تفكيرهم مثل تفكيرنا البايس لبدوءوا التاريخ بالميلاد وهو ليس ككل ميلاد اذ هو ميلاد خير البشرية ولكن خير البشرية نفسه هو الذي علمهم ان الولاء للفكرة وليس لصاحب الفكرة . طرحوا رجعة الزمن الى الميلاد لانهم تعلموا يوم مات ابراهيم الا علاقة لموته بكسوف شمس ولا بخسوف قمر ولو لم يعلمهم عليه الصلاة والسلام يومها ذلك الدرس العقدي العظيم لسبق منهم الولاء للرجل الولاء للفكرة.

ومع ذلك ينشز الحمق

مع ما تجد من تعظيم من الصحابة لشان الهجرة الذي قدموه على الميلاد والبعثة والموت ونصر بدر والفتح وغيرها فان الحمق المعاصر يفتي بحرمة الاحتفاء بالهجرة . أولئك رفعوه الى درجة ان يشيد هوية امة عرفت بالهجرة وهوءلاء حطوا من شانه فلا يبيحون اجتماع مسلمين ومسلمات في مسجد يتحاورون عما قصروا في عام فات وعما يجب عليهم في عام ءات. عربد الحمق فينا وتبرج الجهل فعلا صوت الرويبضات.

والله اعلم .

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *