الهجرة : عنوان تحرر وجماعية وولاء (۱)

تهنئة في البدء

يطيب لي بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ١٤٣٩ ان ازف أطيب الكلام واحر السلام الى الامة الاسلامية قاطبة سائلا ولي النعمة العظمى سبحانه ان يجعل غدنا خيرا من يومنا وان ييسر لنا جميعا خير العمل وعمل الخير عسى ان تشرفنا أقداره بالمساهمة في تحرير هذه الامة العظمى من سجون التفرق الى واحة الوحدة ومن ضيق القهر الى سعة العدل ومن نكبة الاحتلال الى نعمة الاستقلال .

الهجرة عنوان تحرر

لكل عمل رسالة والا غدا عبثا معبوثا ورسالة الهجرة يوءمنها لنا هذا السوءال : لم هاجر عليه الصلاة والسلام ولم امر أصحابه بذلك فهاجروا مرتين الى الحبشة ومرة الى يثرِب وهاجر هو نفسه الى الطايف؟

هذا السوءال الصحيح اهدانا عليه عليه الصلاة والسلام جوابا صحيحا ومن اصدق منه قولا اذ علل هجرة الحبشة بان فيها ملكا لا يظلم عنده احد.

الا ترى انه لم يثر لا دين الملك ولا عرقه ولا لونه وكلها تختلف عن أصحابه الذين يهاجرون اليه . انما حصر مناط الهجرة اي علته ومقصده والمصلحة منه حتى وهي تحوي مفاسد ليس أولها ترك اطلال الصبا وما في ذلك من واد معنوي ولا اخرها احتمال ذوبان الهوية لبعض المهاجرين .

صرح بالمصلحة تصريحا وجعل عنوان الهجرة ورسالتها : التخلص من الظلم والبحث عن مساحة للعدل في الزمان وفي المكان معا.

ذلك هو معنى ان للهجرة عنوانا اعظم اسمه : الحرية أغلى من الارض وأعلى من الوطن عندما لا يوفر الوطن مذقة حرية تجعل الانسان يحتفظ بنسبته الانسانية اذ هو صاحب رسالة في الحياة ولم يخلق ليعيش بل ليحيا .

لو اتيحت له ولأتباعه مساحة تدين حر في مكة ما كان ليقهر جبلته المفطورة على حب الوطن اذ خرج من وطنه دامع العين مصرحا بانه لم يكن ليخرج لولا ان الاكراه الجاه عليه.

حاول مزاولة حريته ازيد من عقد كامل وثبت في وجه القمع الذي لم يجعلهم يستنكفون ان يقتلوا امراة ضعيفة لا جريرة لها عدا ممارسة حريتها الشخصية في اختيار دينها بل ظل محاصرا لشهور طويلات حصارا ماليا واجتماعيا وربما لولا ان قيض الله له حاضنة اجتماعية بعصبية قبلية – عمه – لكان قد هاجر منذ السنوات الاولى.

الحرية مناط التكليف

صاغ الأقدمون قاعدة : العقل مناط التكليف . اظن ان الصياغة الادنى الى عصرنا هي : الحرية مناط التكليف . الحرية صناعية عقلية والعقل فضل الهي ولا مشاحة في المصطلح .

الحرية روح الايمان ولب الاسلام وعنوان الانسان ودسم الحياة .

وتظل الهجرة الى يوم القيامة فريضة إنسانية على كل مقهور يحال دونه ودون حريته بغض النظر عن دينه ومعتقده فاذا كان مسلما فان الهجرة عليه فريضة إنسانية وشرعية وارض الله واسعة .

ليست الهجرة فرارا بل كرا ومقاومة وجهادا من متحرف لقتال او متحيزا لفئة اخرى.

والله اعلم .

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *