الراحل ( الشيخ السلامي ) وكلمة حق

لست في موضع مناسب للكتابة عدا ان كلمة حق لا مناص منها في الفقيد الراحل الشيخ محمد المختار السلامي الذي فارقتا في هذا اليوم (20 أوت 2019) اذ انه لم يلذ بالصمت كما فعل غيره عندما شن بورقيبة حملة شعواء على ظاهرة الاختمار في بداية الثمانينات ضمن مشروعه الالحاقي التغريبي وأصدر منشور 108 سيء الذكر في حق المراة وحريتها الدينية والشخصية .
كنا في رمضان المعظم ولما فرغنا من صلاة التراويح ( جامع المحايدة بمدنين ) متوجهين الى مقهى أفريقيا الفينا التلفزة تبث محاضرة لهذا الرجل الشهم والعالم الكبير وكانت المفاجاة التي لم يكن ينتظرها احد اذ أعلن الراحل ان الاختمار واجب ديني وأكده بما يناسبه من الوحي الكريم واصبنا بالدهشة والذهول بل بالغبطة والحبور لما كانت عليه الحالة النفسية سيما عند آلاف موءلفة من النساء اللاتي طردن من الجامعات والمعاهد او من اعمالهن الحكومية ولما كان يمثله هذا الشهم النحرير من رمزية علمية عالية فهو زيتوني قح اصيل وتقلد مناصب حكومية ورسمية عليا .
وظل هذا الفقيه المقاوم يصارع امواج الإكراه في عهدي بورقيبة والمخلوع بن علي واكره مرات على تلميع صورة الحكم الفاسد وتجفيف منابع الاسلام في ارض الاسلام الأولى ( تونس ) بزيتونتها العظمى وقص نحوا من ذلك الأمام القرضاوي في كتابه عن هذا الأمر في كل من تركيا وتونس فما لانت له قناة ولا خمد له قلم ولا أغمد له لسان .
رحم الله شيخنا الكبير العلامة محمد المختار السلامي اذ سطر لتونس العربية المسلمة على اثر اعلامها الأوائل ( ابن خلدون وابن عاشور وال النفير وخليف وابن عرفة وغيرهم كثيرون ) علامات بارزة قوامها حديثه الصحيح عليه السلام ( افضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر ) .
دعوتي الى رجال تونس الكرام ونسائها العظيمات ان أشغلوا انفسكم باستعادة مهد تونس الأعظم بل مصرفها القيمي ( جامع الزيتونة )اذ لا تغني ديمقراطية على مشروعيتها وضرورتها إذا حطمت القيم الدينية التي لا يحميها عدا موءسسات أهلية لا رسمية عريقة معتدلة .
اللهم احفظ تونس وارحم علماءها وقيض لها من رجالها ونسائها من يحمل مشعل هذا الراحل الكبير .

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *