تونس ومعالجة الاسلام حالة استثنايية في الوطن العربي اذ انتصر بورقيبة بالضربة شبه القاضية على رجال ( الزيتونة ) وبذلك وهب للشيوعيين – حتى وهو يكرههم على خلفية الانقسام الاروبي بين معسكرين غربي وشرقي – فرصة لتجفيف منابع الاسلام في دولته. الطريف في الحالة التونسية ان التطرّف البورقيبي في معالجة الحالة الدينية لم تثمر – على خلاف القواعد الاجتماعية – تيارا دينيا يعالج التطرّف بتطرف اشد منه بل حركة اسلامية راشدة بلغت من الاعتدال ما لم يحلم به غيرها في المستوى العربي . كانت تلك الفرصة الاولى التي لو استثمرت لما كنا اليوم نعالج ( معتمدية الرقاب ) وأطفالها ” شرجيا ” بل اجتماعيا توفيرا للقمة عيش كريمة .
التعليم الديني حق على الدولة تنظيمه :
علاقة الدولة بالمجتمع لا تحسمها الدساتير انما تراكمات الثقافة العملية المترسخة ولو كان غياب الدستور موءذنا بانهيار الدول لما كان بيننا عنصر اسمه الإنجليز.
وهم النهضة السياسية والصناعية بدون الاعتماد على هوية ثقافية توفر الغذاء وهم عابث وسخف هازل. علمانيو تونس يعلمون هذا ولكن تستبد بهم حمى الإسلاموفوبيا . اروبا المتقدمة تحصن هويتها العلمانية المسيحية بهيئات دستورية عليا بغرض تامين نهضتها الصناعية وعدلها السياسي.
القرءان منهاج تفكيري :
ما لم يدركه اكثر المسلمين اليوم ان القرءان لا يلقن الانسان فكرة حتى في رسالته العظمى اي تصحيح الاعتقاد انما يزود المتعلم بمنهاج تفكيري عقلي صارم يوءهله لصناعة الفكرة او التمييز بين غثها وسمينها على الاقل.
استقبال القرءان قد يصنع الارهاب :
القرءان جهاز بث لا اكثر ولا اقل فان استقبل بعقل ناظر باحث اكتسب المستقبل جهازا مناعيا وبثه بعد ذلك الى الاطفال قيما خلقية حضارية مدنية راقية وان استلهمه معجزة مادية فانه منصرف اما الى الخلاص الفردي ( صوفية ) او الى الخوف على الاسلام ( سلفية واحتمال ارهاب ) او الى الخوف من الاسلام (علمانية ) او الى أسطورية خرافية .
تعليم القرءان ضمان السلم والامن :
نحن نجهل القرءان : منهاجا ورسالة معا ولا يغنينا العلم بشرعته التفصيلية. تجربتنا الديمقراطية المهددة ليس مثل القرءان يغذيها لو فقهنا منهاجه ورسالته.وعمقنا التونسي الوفي لإرث ( الزيتونة ) لو لم يلقح بأمصال القرءان لما ثار ضد فساد المخلوع بن علي ولما اختار السلم صابرا على تهافتات ( ميا القصوري ومحمد بوغلاب ولعماري وغيرهم ) كل ليلة لسنوات ثمان .
قارب النجاة : جامعة اسلامية في كل ولاية :
جامعة لتعليم الاسلام ( علومه الدينية ومعارفه الاجتماعية ومنهاجه ورسالته وكلياته ومقاصده وتاريخه وفقهه المقارن بأفق انساني حضاري لا مذهبي داخلي) في كل ولاية بإشراف الدولة وليس بديلا عن التعليم النظامي الحكومي ولا تنازلا عن اجبارية التعليم .
بعد ذلك لكم ان تصفقوا بهجة بتجفيف منابع الشرين معا :
١- شر التطرّف الديني
٢- شر التطرّف العلماني .
اللهم احفظ تونس .