لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم :
التحدي الذي يحمله الجادون منا في اثر حادثة ( الرقاب ) هو كيف نراجع مناهج تعليمنا رسميا وأهليا حتى يكون القران والسنة منبعا خصبا نتعلم منهما القيم الديمقراطية . اما الذين يكثرون الضجيج انفعالا بتهافتات عبيد الفكر الغربي ( القصوري ولعماري وغلاب وغيرهم ) فاذا نعق هوءلاء استنفروا واذا غرب هوءلاء غربوا فلا عبرة بهم بل هم يخذلون وليس يصنعون . الحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها هي ان تعليم القرءان ليس هدفا بل وسيلة وان اي تعليم عفوا من المنهج او بمنهج فاسد لا يثمر خيرا وتعليم القرءان لا يند عن هذا ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا).
القرءان زيتونة لا شرقية ولا غربية :
مادامت المعركة بين جعل القرءان زيتونة شرقية ( سلفية وهابية ماضوية تاريخية ) وجعله زيتونة غربية ( علمانية ) فان الفريقين كليهما خاسران. المعنى الصحيح لهذه القيمة ( زيتونة لا شرقية ولا غربية ) هو ان القرءان ليس ملكا لنا نطوعه لبيعة حاكم جائر او لوأد انثى او لإنكار الاجتهاد او لرفض القيم الكونية جملة وتفصيلا بعجرها وبجرها ولا هو ملك لغيرنا يطوعونه لتبضيع المراة او الغاء التراث او تعويق العبادة . هو زيتونة ملك للبشرية تعالج به أوضاعها بحرية والزمن كفيل بتصويب المعالجات . زيتونة تثمر الخير والظلال والجمال والنور .
القرءان والديمقراطية :
هذه العلاقة لا وجود لها لا في اذهان العلمانيين ولا في اذهان المتدينين. اذ ان القرءان عند هوءلاء زيتونة غربية وعند اوليك زيتونة شرقية. التحدي هو صناعة اصحاب البديل الثالث : لا انتماء الى الشرق ولا الى الغرب. انتماء الى القيمة الإنسانية الجبلية الاولى ( الحرية) في أفقها الجامع موضوعيا لا موضعيا ومقاصديا لا وسايليا .
عندما نصنع المنهج الذي نتعلم به تلك القيم التحررية لنا ان نفرح اما صناعة الاكتظاظ والضجيج كما يفعل خصوم القرءان فمراهقة مثل مراهقتهم.