( الاخوان ) في الميزان : ما لهم وما عليهم

فشل سياسي ونجاح فكري :

اريد تأطير الفشل السياسي لأعرق حركة اسلامية واكبر جماعة تاطيرا ثقافيا لتكون قيم الدولة والديمقراطية هي المسوءولة عن ذلك الفشل بل تاطيرا تاريخيا ليكون ( عام الجماعة 40 هج) هو المسوءول عن ذلك الاخفاق. تجربتنا السياسية بلونها الاميري ونكهتها الشمولية لم تدع مجالا للصحوة المعاصرة تميز فيه بين الدين الثابت والدولة المتحولة. لفرط استظلالنا بالسقف الإمبراطوري استصحبنا التاريخ في زهو لا يعترف بالجغرافيا الجديدة.

فشل سياسي منذ البداية :

الم يغدر عبدالناصر بخليفة الموءسس ( الهضيبي) بعدما ضمن تأييد ثقل شعبي ونخبوي ( جماعة الاخوان)؟ ويعاد الامر نفسه بوجه ما بعد ستة عقود . العقل السياسي الاخواني ظل حبيس النمط الراشدي الاول ولم يحسن استيعاب الانقلاب الاكبر الذي قدم البديل العلماني الغربي بلازمته القهرية واخر الاسلام .

فشل قيادي اداري :

هو من جنس الفشل الاول اذ استصحب الإمارة مدى الحياة مستبعدا حياة ديمقراطية داخلية . العجيب انه فشل صرم صف الجماعة في المحنة الاخيرة حتى اخفق كثيرون في راب الصدع منهم القرضاوي الذي سبق ان رفض خطة الإرشاد العام. لا يوءكد ذلك عدا ان العقل السياسي هو عقل أموي عباسي مماليكي عثماني بل فاطمي .

نجاح فكري وخدمي :

نجحت الجماعة في حسن تحرير الاسلام الفكري على اسس التوازن والتكامل بما ليس له نظير في محاولات الاستئناف الاسلامية المعاصرة . تمظهر النجاح في تخريج ميات من المفكرين والموءلفين بما احتكر المكتبة الاسلامية لعقود واندياح في البلاد العربية بما همش البديلين ( السلفي والعلماني )معا. بل احيى قيما سياسيةواجتماعية عظمى طمرها الانحطاط وغيبها الاحتلال فصنع بها جماعات مترددة بين السلبية الحضارية( الدعوة والتبليغ ) والتذيل للعدو( الأحمدية ) والفرار من الوغى ( اكثر الوجود الصوفي ) وطيش فكري ( التحرير ) وما اسماه احد المفكرين الغربيين ( المواطن المستقر ). ونجاح خدمي مجتمعي لا يخفى في مصر والاردن وغيرهما.

ضرورة جراحية عاجلة وقاسية :

لن يستتب الامر للسيسي وموءسسته ومن يرمز له وعواصف التحرر لن تهدا وللإخوان مساهمات ضرورية في القابل وعليهم الخضوع لعمليات جراحية موءلمة اهم عناوينها ( تحرير قيمة الدولة لتكون خدمية لا ايديولوجية – تحكيم الديمقراطية – الولاء لمصر وليس الوصاية على غيرها او خوفا على الاسلام- تثبيت المراجعات في وثيقة رسمية متعددة اللغات ونشرها ).

كلمات اخيرة. :

١- خلاصة التجربة الاخوانية : ترك ما يجب ان يكون شرعا وترك التاريخ ومعالجة الممكنات بعقل سياسي.

٢- تقديم الخصوصية الاستراتيجية ( مصر ومنطقة المقاومة ) فما يسع تونس لا يسع مصر.

٣- ارث قرن ( 1928-2019) تقريبا مسوءولية الاحرار لان التجربة اول مشروع معاصر في التحرر الوطني حتى بسقطاته السياسية .

٤- اول من نقد التجربة علنا وجلب عليه المتاعب هو الشيخ الغنوشي ( المجتمع الكويتية الاخوانية ديسمبر 1980) اذ نعى على الموءسس نفسه تغليب ( الوطني ) على ( القومي ) .

فرج الله كرب الجماعة ومساجينها ومصر العظمى.

ملاحظة :

نبهني عدد من الاخوة على رسم الهمز فما نجحت في رسمه على هذا المحمول فما لي عدا الاعتذار .

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *