أم يوم أكرمك سبحانه بكرامة أخرى إذ أنه لا يعذب الناس وأنت فيهم.؟ ألم يقل : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.؟ أنت عنوان الرحمة إذن . أنت عنوان التوبة إذن . أنت عنوان الإستغفار إذن. أليس كذلك؟ بلى وأنت تحول بإذن ربك بين الناس وبين العذاب كما يحول دونهم ودون ذلك الإستغفار. أي كرامة أعلى من هذه؟ أي شرف أعظم من هذا؟ هذه ذروة الشرف. مقامك يأبى أن يحل بالناس عذاب وأنت فيهم. أنت والعذاب لا تلتقيان لا في مكان ولا في زمان. ألست الرحمة المهداة؟
أم يوم شرفك بمقام العبودية؟ ألم يقل فيك : سبحان الذي أسرى بعبده ؟ ألم يقل : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ؟ ألم يقل :تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ؟ أنت العبد وأكرم بالعبودية خير مقام عند المعبود سبحانه. عندما يكون الحديث عن المعبود فإن أفضل مقام هو مقام العبودية. أنت العبد الذي كان يأكل كما يأكل العبد ويجلس كما يجلس العبد فأنت العبد عند المعبود إذن. الذين يستكبرون يستنكفون عن العبودية ويظنون أنهم أحرار. كلا. هم عباد ولكن لمن لا يستحق
بينهم وبين بعضنا اليوم صلة إذ وهبوا ما لا يملكون ـ ظنا منهم أنهم يملكون أنفسهم ـ لمن لا يستحقون كما وهب بعضنا قريبا ما لا يملك ـ فلسطين ـ لمن لا يستحق ـ الصهاينة
أم يوم صنعك على عينه رحمة مهداة ونعمة مسداة؟ ألم يقل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين؟ ألم يقل : فبما رحمة من الله لنت لهم؟ ألم يقل : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم؟ أجل. أنت عنوان الرحمة ومعلم اللين وإسم الرأفة. الله رب العالمين وأنت رحمة للعالمين. من رحمة الله أنه رحم البشرية بك فجعلك لهم نبيا ورسولا هاديا وجعلك لهم رحمة مهداة ونعمة مسداة. رحمة للعالمين ومن العالمين مسلمون وغير مسلمين وعاقلون وغير عاقلين وأنت رحمة لتضاريس الأرض كذلك فلا تقطع شجرة أو سدرة إلا لغرض الإنتفاع وإلا فهو عدوان .