أما روتك دماء (رابعة) يا (سيسي)؟

بأي أمل نستقبل عامنا الهجري الجديد 1440 ونحن بين مجزرتين نرقبهما : مجزرة الشيخ العودة ومن معه في مملكة غلام (ترمب) أي ( محمد إبن سلمان) ومجزرة الشيخ صفوة حجازي ومن معه تحت الحكم الإنقلابي للسفاح السيسي؟ هل نحتفل بسنة جديدة أم نحتفل بمجزرة جديدة؟هل نحن في زمان صحوة تجدد فينا الأمل أم في زمان ردّة تغتال فينا حب الحياة؟ هل نحن في زمن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والثورة ضد القهر والحيف أم نحن في زمن الحكم الستاليني الشمولي؟عجب عجاب يجعل الحليم حيران. هل نسرّ في أنفسنا بمرارة : ليتنا لم نثر ضد حكم القهر في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا؟ ليتنا صبرنا تحت القهر والسلب عقودا أخرى. ليتنا أمهلنا فراعنتنا ليقضوا منّا وطر حبّ الملك حتى يثملوا ثمالة ما بعدها جوع. ليتنا بسطنا ما بقي لنا من أموال عفا عنها قواريننا لعلهم يشبعون من أموالنا شبعا يصرفهم عنا. ليتنا كنا مسيحيين في النسخة القديمة إذا صفع منهم خدّ أداروا الخدّ الآخر لينال بركة من القسّ أو دعاء من الراهب

ما يقع فينا اليوم هو المنظور فلا تجزعوا

لن نقدر قيمة الثورة ضد القهر والسلب حتى نرى بأم أعيننا كيف يقود أعداؤنا في الداخل والخارج الثورة المضادة وكيف يتشفون منا وينكلون بالأحرار فما يشبعون بسجنهم ولا يرتوون بتعذيبهم ولا يكتفون بقتلهم عشرات ومئات في الساحات ( وما رابعة منا ببعيد ) بل لا يخمد لهم حقد حتى يجهزوا على الأحرار حتى وهم في السجون والمعتقلات. عندما نتابع أخبار المجازر المزمع إيراؤها في مملكة آل سعود وفي مصر العظمى فإننا ندرك حقا قيمة الثورة التي قام بها الشباب قبل بضع سنوات وندرك آثارها في الأرض. كانت ما نسميه لغوا ( قضية فلسطين ) هي الداء الزؤام الذي عليه ينام أعداء الإسلام والحرية وبه يقومون وبعد الثورة العربية الراهنة إنضافت إلى أمراضهم المزمنة مرض الثورة الذي بلوا به. بمثل هذا يجب أن ندرك أحقادهم علينا وظنونهم بنا. فلا المقاومة في فلسطين ماتت ولا التطبيع سار على ما يراد له ولا توارى الأمل في الإسلام وأمة الإسلام وبينما هم في حرب ضروس ضد الصحوة الإسلامية التي ملأت نجاد أروبا ووهاد أمريكا نفسها إذ بثورة عربية تقض مضاجعهم فزادتهم نكبة على نكبة. لذلك إنقضت الثورة المضادة بكل عنف ضد تطلعاتنا إلى الحرية ولذلك أنشؤوا تنظيم ( داعش ) أو ساهموا في إنشائه وإخترقوه حتى يكون سيفا مغروزا في الخاصرة الإسلامية. ولذلك يمهدون اليوم في شبه الجزيرة العربية ومصر العظمى إلى إيراء مجزرة جديدة على شاكلة مجزرة رابعة قبل خمس سنوات كاملات. تلك هي السنة الماضية : سنة التدافع وقانون الجهاد وناموس المقاومة بين الحق والباطل والإيمان والكفر والحرية والإكراه ولكننا نغفل عنها حينا ونجزع حينا آخر ولا نقدر قدر الثورة العربية الراهنة حق قدرها إذ ظننا أنها فعل عادي أو حركة تقليدية قد تلقى عقبات ولكنها ستنتصر في سنوات. للطريق معالم لا بد من معرفتها حتى لا تغشى الضبابية علينا

دماء الأحرار مهر لا مناص منه

نحن بشر يغلب علينا الإستعجال ونجزع للدماء المهراقة بغير إثم. ولا بد من إعادة رسم الخارطة الإسلامية حتى تكون المعالم جلية لا غبار عليها. هذه الأمة نكبت في شرعيتها السياسية منذ وقت مبكر وبأيد عربية مسلمة آثرت قهر السيف على حجة القلم. ثم توارثنا ذلك كابرا عن كابر ونسجنا له أمثلة شعبية وأصبح الإنقياد منا للطغاة خلة وسجية. قامت ثورات فأخفقت. الثورة العربية الراهنة التي قامت بعد أمد بعيد أحيت أملا في التحرر ولكن جاءت في مناخات دولية منخرمة بالكامل لصالح المد الصهيوني الأمريكي الأروبي المعادي لتطلعاتنا التحررية فكان لا بد من الإصطدام معها. وقع الإصطدام بعنف وقسوة في سوريا واليمن ومصر وظل ناعما حريريا في تونس فحسب. تجندت القوى الدولية النافذة ضد الثورة العربية لأنها تدرك إدراكا صحيحا أن الثورة تعني التخلص من ربقة المديونية والإنعتاق من المقايضات السياسية والإستقلال السيادي فظلت تحرك أذنابها في كل مكان لقمع الثورة وكل تطلع تحرري مهما يكن صاحبه ومشربه الفكري. نحن في هذه المرحلة بالتحديد ومازالت المعركة جارية ولن تزال حتى تحسم موازين القوى لهذا أو ذاك ولكن الحق أكبر والحرية أسمى وقديما قالت العرب : تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها. أي نموت في السجون والساحات مقاومين ولا نأكل فتات السحت الأمريكي ونجثو حول موائد المترفين

المطلوب تحرك شعبي يحمل شعار رابعة

نحن في زمن التواصل الإعلامي الهادر وهي نعمة علينا وعلى ثورتنا فلا نتخلف عن إستخدام ذلك بالتحركات غير المتقيدة بصورة أو شكل ولا حتى بعدد أو عدة ما كانت سلمية. من نقائصنا إهمال الأفعال الصغيرة التي نراها صغيرة وهي في الميزان الإعلامي المؤثر كبيرة. هذا الجهاز العجيب ( الكاميرا) يكبّر الصغير ويجعل من تحرك قوامه مائة نفر فحسب عاملا حاسما إلى جانب عوامل أخرى في التراجع عن سياسة الإعدام وإعادة إنتاج مجزرة رابعة بصورة أخرى أبشع وأفظع. صور التحرك لمقاومة هذه المجازر المرقوبة في مملكة آل سعود ومصر العظمى كثيرة لا تحصر. منها الإعتصامات و المظاهرات و البيانات الموقعة و المقاطعات. ليكن شعارها ( شعار رابعة ) لعل رمزية ( شعار رابعة ) يكون عاملا آخر في نفاذ تلك التحركات. هذا جهد المقلّ وهو جهد كبير لو قمنا به

حفظ الله الأحرار أينما كانوا وإن الصبح موعد الطغاة وإن غدا لناظره قريب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *