هذه شهادتي لله لمرشح النهضة بألمانيا

أمران حرضاني على تأليف هذه الشهادة.

الأمر الأول : واجب النصيحة من جانب وفريضة الشهادة من جانب آخر.

أما في واجب النصيحة فلقوله عليه الصلاة والسلام : „ الدين النصيحة“. والحقيقة أن النصيحة لا تستوعب الدين كله لولا أنها معظمة مقدمة إلى درجة جعلت الدين وعاء لا يتسع لغير غذاء عقلي روحي إسمه النصيحة فنعم الوعاء ونعم الغذاءأنصح نفسي وأنصح التونسيين في ألمانيا بإختيار مرشح النهضة الأستاذ فتحي العيادي.

أما في فريضة الشهادة فلقوله سبحانه في آخر سورة البقرة تعقيبا على توثيق الحقوق المادية بين الناس وسوقا للشهادة وكاء يحفظ تلك الحقوق : „ ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه“. ولم ترد نسبة الإثم إلى القلب في الكتاب العزيز كله إلا في هذا الموضع تقديرا لعظمة الشهادة وفريضة أدائها ممن دعي لذلك وممن لم يدع لذلك سواء بسواءأما التفصيل في كون الصوت الإنتخابي شهادة لا يكتمها إلا آثم قلبه فيأتي محله إن شاء الله تعالى في مناسبة لاحقةبقيت كلمة واحدة هي إذا كان أمر الشهادة في الحقوق المادية بين الناس مغلظا ليحتل أطول آية في الكتاب العزيز فإن الشهادة في الحقوق المعنوية بين الناس ـ وتزكية هذا المرشح أو تزكية منافسه من الحقوق المعنوية قطعا ـ ما ينبغي لها إلا أن تكون أغلظ وهي بالحفظ أولى وبالنصيحة أحرى.

الأمر الثاني : قربي الحميمي من مرشح ألمانيا.

قربي من الرجل يحملني مسؤولية آداء الشهادة فيه وأكرم بإنتخابات المجلس التأسيسي الوطني في تونس ( 23 أكتوبر2011 ) مناسبة مواتية لأداء تلك الشهادة سيما أن الفائزين في تلك الإنتخابات مستأمنون من لدن الشعب مباشرة على تحقيق أهداف ثورة 14 ينايرـ جانفي بما يعني أن شهادتي في الرجل قربى مني إلى الله وحده سبـحانه لقوله : „ ستكتب شهادتهم ويسألون ” من جهة ومساهمة في النصيحة لثورة تونس ومستقبل الأمة العربية والإسلامية جمعاء قاطبة من جهة أخرىأخشى إن كتمت هذا عن الناس ألا يمنحني العمر فرصة أخرى سيما بعدما خلعت الثورة على الإنتخابات نكهة للحياة تشعر الإنسان بلذة المواطنة والإنتماء لوطن وشعب وأمة وتاريخ كادت الجراحات تثخنه لولا أن تداركتنا نعمة الله تعالى بالثوار وكاتب هذه الشهادة تمخر به السنون عباب الكهولة لتقذفه بين فكي العقد السادس.

الجانب الشخصي.

ـ هو الفتحي العياديمن مواليد : 17 أفريل 1964 بمنزل شاكر بصفاقس(تونس).

ـ متزوج وأب لولدين عمر ومحمد.

ـ مقيم بألمانيا منذ عام : 1992.( حاليا مقيم بمدينة كارلسرو).

الجانب العلمي والمهني.

ـ متحصل على دبلوم رياضيات من جامعة رقنزبورخ بألمانيا.

ـ يشتغل في حقل الأعمال الحرة في مجال تطوير النظم الإلكترونية.

الجانب النضالي.

ـ من مؤسسي الإتحاد العام التونسي للطلبة عام 1986 بالجامعة التونسية.

ـ من قيادات العمل الإسلامي بالجامعة التونسية ضمن حركة الإتجاه الإسلامي.

ـ من قيادات حركة النهضة سيما في العقدين المنصرمين من مثل عضوية مجلس الشورى.

ـ عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة من بعد ثورة 14 يناير جانفي 2011.

ـ من قيادات العمل الإسلامي بألمانيا ومؤسسي مختلف الجمعيات التي إحتضنت ذلك النشاط من جمعية المهاجر التونسي حتى الجمعية الألمانية التونسية للثقافة والإندماج.

ـ منسق هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بألمانيا وممثل الحركة في اللقاءات الإعلامية والسياسية التي جمعته ببعض المسؤولين السياسيين الألمان.

ـ حكم عليه لأجل نشاطه السياسي والنقابي مرات كثيرة بالسجن في فترة حكم المخلوع بن علي لتونس مما إضطره في الأخير إلى حياة المنافي منذ 1992.

ليس الذي أنف يهمني ولكن الذي يهمني ما يأتي ذكره.

أجلالأستاذ فتحي العيادي لا أقدمه على أنه بطل نحرير في حياته الشخصية ولا في حياته العلمية والمهنية ولا حتى في حياته السياسية والنضاليةهو رجل من آلاف الرجال ـ في هذه الأمة عامة وفي تونس خاصة ـ ممن ظلوا يتوقون إلى حياة الكرامة ولكن توق العاملين المثابرين المخلصين الصابرين وليس توق القاعدين.يكاد لا يتميز عن أولئك الرجال ـ وما أكثرهم لو تفغر الأقلام فاها لتشهد بهم ولهم على حقبات من سنوات الجمر الحامية الطويلة أو تتجه إليهم عدسات المصورين والإعلاميين ـ .. يكاد لا يتميز عن أولئك الرجال بشيء كبير من جانب المقاومة الدؤوبة والصبر على المقاومة الدؤوبةبلادنا لا تستغني عن رجل واحد ولا عن إمرأة واحدة وهي تغذ السير يوما من بعد يوم للتخلص من آثار الإستعباد والإستبداد.والمشاريع التحريرية الكبرى ـ ومشروع الديمقراطية الحقيقية التي هي مفتاح النهضة الإقتصادية والعدل الإجتماعي والوحدة الوطنية ـ لا يقودها الزعماء الملهمون ـ وليس هناك زعيم ملهم إلا زعيما واحدا هو من ألهمه وضع شعبه حب ركوب الخطر كما قال بحق شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي ـ بل أمير الشعراء لو كانت إمارة الشعر توزع بالعدل ـ .. المشاريع التحريرية الكبرى بمثل ما يجري اليوم في تونس لا يقودها الزعماء الملهمون ولكن يقودها المجتمع الذي يفرز من رحمه خيرة بنيه وفاء لتراثه وإخلاصا لحاضره وشوقا إلى مستقبلهالشعب هو من يصنع رجاله المقاومين وليس الرجال هم الذين يصعنون الشعوب.

لهذا أنصح كل تونسي وتونسية لإختيار فتحي العيادي.

ـ أشهد له شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل حاز أكثر خلق التواضع الذي أنعم به سبحانه على عباده الذين يحبهم.أجلالرجل يأسرك ـ أول ما يأسرك ـ بتواضعه الجمتواضع تلقائي غير مصطنعربما أكون من عشاق التواضع إلى حد لا يقاومولكن المتواضع من الناس يأسرني ويملكني لأكون له خادما أميناعلمتني الحياة أن التواضع ليس جلبابا خلقا ولا هيئة رثة ولا تمتمات يتكلفها اللسانعلمتني الحياة أن كثيرا من أهل الأناقة والوسامة والجمال وحسن الهيئة متواضعون وأن كثيرا من أهل الرثاثة والأسمال البالية متكبرونعلمتني الحياة أن أختار صديقي من المتواضعين.

ـ أشهد له شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل سخي كريم يسعى في حاجة الناس سعي الوالد الحنون الرؤوم عندما تلم بفلذة كبده الآلامعندما تلفى الرجل يجود جود الريح المرسلة بما يملك وبما لا يملك مؤثرا غيره على نفسه..عندها تأبى مشاعر الإحترام وعواطف التقدير أن تظل محبوسة في صدركتأبى عليك إلا أن تخلعها حلة قشيبة تغمر صاحبك بأردية الفضلأشهد أن الرجل يقترض المال بإسمه لقضاء حاجة الناس ممن إستبدت بهم خصاصات الدنيا فيظل في عيون الدائنين مدينا وما هو بالمدين ولكن خلق الوفاء يأبى عليه أن تقر عينه وهو يعلم أن من الناس من هو في ضائقة أو كربة.

ـ أشهد له شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل كأن قلبه لم يتسع لشيء إتساعه للرحمةخلال السخاء والكرم مما أنف ذكره ليس معلوما للناس إلا قليلاأما خلة الرحمة التي يحتضن بها الرجل الناس بصدر رحب وكلمات حنونات.. تلك خلة لا يعدم إلتقاطها لأول وهلة كل من يلتصق بهأنا رجل عرفت الإسلاميين وخبرتهم كثيرا وطويلا.. خبرتهم على إمتداد عقود في السراء والضراء ـ وإن كانت سنوات السراء لا تكاد تملأ رقمــا أبيض في جلد ثور إدلهم سواده ـ .. خبرتهم فلم أعثر على من يفتح ذراعي صدره حلما ورفقا بالضعيف إلا قليلا أولهم رجل أجرى الله على يديه فضل ميلادي الجديد وثانيهم رجل طحنته الأحقاد العمياء الكالحة لزبانية المخلوع بن علي وثالثهم هذا الرجل الفتحي العياديأن تبذل الحلم والرحمة والرفق في وجه ضعيف تنكرت له صروف الدهر ثم تنكر له الناس من حوله.. أن تبذل الحلم والرحمة والرفق في مشهد يستبد بنظرات الريبة تحدجك من كل صوب وحدب.. أن تبذل الحلم والرحمة والرفق في ساعة يكاد يبطش فيها بك من حولك نقمة على حلمك على من حقه التعزير.. ذاك خلق إذا ظفرت به من صدر رجل فقد ظفرت بليلة القدرذاك خلق لا تطاله الأقلام لتؤلف فيه ولا الألسنة لتهذر بهذاك خلق يعاش ولا يقصلن أتحدث عن خلق الصبر فيه بسبب أن الحلم هو ثمرة الصبر الصدوق.الصبور يكتم الغيظ ولكن الحليم يزيد على ذلك ببذل الرفقلقد علمتني الحياة أن من وهب الحلم وتزين بالرفق هو الرجل الذي تستأمنه على أخطائك وزلاتكأما الأموال والنفوس والأعراض فيستأمن عليها كل من هب ودب.

ـ أشهد شهادة ألقى بها ربي يوم دفني أن الرجل جريء في الإصداع بالحقأن تصدع بالحق مقاومة للباطل الذي يلمسه كل إمرئ في حياته.. تلك شهامة دون ريبلاأقصد أن الرجل جريئ لأنه قاوم عصابة النهب والسلب في عهد المخلوعذاك أمر لا يتميز فيه عن إخوانه من المقاومين من بقية المشارب الفكرية والألوان السياسيةإنما يتميز الرجل بأمر آخر هو من خلق الجرأة والشجاعةأمر يعز على كثير مناالرجل ـ كما عرفته من بعد إلتحام سنوات طويلات ويعرف عنه ذاك كل من عمل معه في خنادق المقاومة ـ لا يقاوم الفساد هناك ليرضى به هناالرجل ينطلق لسانه بجرأة عجيبة وسلاسة أعجب كلما رأى في الحركة ومؤسساتها وصفوفها ما لا يكون وفيا لمبادئها أو سياساتهاكثير منا يفعل ذلك مرة ومرتين وعشرين مرة ثم تتسلل إليه ذئاب الملل والكللأما من يحجم عن ذلك لإعتبارات أخرى فهي حالقة أخرى كثير زبائنهاكثير منا يتسلح بالجرأة ذاتها ولكن تخونه الكلمات المناسباتأما عندما تعثر على رجل يظل يلتزم المساندة النقدية والولاء الواعي الإيجابي النصوح لا سبيل للكلل إليه.. عندما تعثر على رجل لا يتوارى عن قول ما يراه حقا وعدلا وصوابا حتى عندما يكمم الصمت الألسنة..عندما تعثر على رجل يقوم بذلك وهو يلتزم الأدب الجم .. عندها لك أن تستأمنه على مستقبل بلادك وثورتكذاك خلق لم يورثه سوى إحترام الناس لهحتى الناس الذين ينقدهم ويعارضهم لم يملكوا سوى بذل الإحترام اللازم له.

ـ شهادة أخرى يعرفها كل من عمل مع الرجل ومن إقترب منهالرجل جمع بفضل الله سبحانه عليه بين أمرين يندر جدا أن يجمع بينهما رجلجمع الرجل بين إيثار العمل في صمت ينأى بنفسه عن الأضواء ـ حتى الأضواء الداخلية التي يعرفها الناس من حوله والمتهافتون على تلك الأضواء الداخلية ليسوا قلة ـ من جانب وبين سداد في التفكير عجيب من جانب آخر.نقول له في مؤسساتنا عقلك عقل رياضييطرق بتفكيره ملامح بالكاد يتفطن إليها بعضنايمتاز الرجل ـ بكلمة واحدة معبرة ـ بنظرته الجامعة قدر المستطاع للأمورأن تعمل نظرك في أمر ما أو شيء ما من جانب واحد أي الجانب الذي يليك أو الجانب الذي حفر في ماضيك أخدودا مملوءا فرحا أو ترحا .. أن تعمل نظرك فيه من زاويتين أو أكثر .. كل ذلك أمر لا يكاد يتطلب إجتهادا فكريا أو محاولة لتسلق مصاف التجديد .. أما أن تحاول توسيع نظرك ليكون جامعا لأكثر ما يمكن من الجوانب والزوايا ..عندما تكون كذلك يمكن لك أن تكون زعيما أو مفكرا أو مصلحا أو رجلا تستأمن على المساهمة في قيادة البلادالرجل يحاول الجمع دوما بين العمل في صمت بما يمتلئ به من خلق التواضع من جهة وبين تسديد النظرة لتكون جامعة قدر الإمكان من جهة أخرىأما الحوّل ممن تزدحم به الأرض ـ لا بل تكتظ بهم حركات الإصلاح ـ فهم أهل صلاح ولكن البلاد تبحث عن أهل الإصلاح وشتان بين صالح يصلح نفسه ومحيطه الوالي وبين مصلح يسرج ناره ليتبلغ مسافر لا زاد له.

أما بعد.

ـ أقول لمن يخترمه خاطر شيطاني فيشنع علي شهادتي لهذا الرجل.. أقول له بأن سنة محمد عليه الصلاة والسلام هي تلك وليست سوى تلكأجلهي تلككيف؟ أنا أخبرك.ألم يخلع عليه الصلاة و السلام أردية فخر كثيرة وكبيرة على كثير من أصحابه؟ ألم يقل على الملإ حتى تسنى نقله وروايته أرحم أمتي بأمتي أبوبكر؟ ألم يقل إذا سلك عمر طريقا سلك الشيطان سبيلا آخر؟ ألم يقل أشدكم حياء عثمان؟ ألم يقل أقضاكم علي؟ ألم يقل أفرضكم زيد؟ ألم يقل أقرؤكم أبي؟ ألم يقل ملئ أبوهريرة علما؟ ألم يقل أعلمكم بالحلال والحرام معاذ؟ ألم يقل أمين الأمة أبو عبيدة؟ ألم يقل خالد سيف الله المسلول؟ ألم يقل إبن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة؟ ألم يقل ما أقلت الغبراء رجلا أصدق حديثا من أبي ذر؟ وألقاب أخرى كثيرةقال ذلك على الملإ والرجال الذين ألبسهم تلك الأردية من الفخر والعز أحياء يمشون في الأسواق ويأكلون الطعامإما أن يكون الواحد منهم يشهد المشهد بنفسه أو أنه نقل إليه ذلك وهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومن حضر معه يعلمون علم اليقين أن ذلك سينقل إليهبل هو يقصد ذلك وإلا إنهدم ركن من أركان المشهد التربويستجد من المشاغبين رجليــن رجل جاهل راجع حديث العدول تأويل الجاهلين يقول ذاك صنيع لا يحق لغيره عليه الصلاة والسلام مادحا ولا يحق لغير صحابته ممدوحينبمن نتأسى إذن؟ بك أنتورجل يحرف الكلم راجع الحديث ذاته تحريف الغالين ويقول سدا لذريعة الرياء وقطع عنق الرجل لا يجوز ذاكألم يقل عليه الصلاة والسلام لبعض الأنصار قوموا لسيدكم؟ أمرهم بالقيام له في حين أنه نهاهم عن القيام له هوأنا لا أعمل بسد ذريعة إلا بعد فتح ذريعة أخرى نشدانا للتوازنأنا أحاول تنزيل الأمر بحسب منازله وسياقاته ومتطلباته وحاجاته وضروراته ومصالحه لأن الوحي علمني فلسفة التشريع في قوله : „ يسألونك عن الخمر والميسرقل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما“.

ـ أقول تلك شهادتي في الرجل وهو زمانها ولا عبرة بشهادة تقدمت عن زمانها أو تأخرت عنهأظن أني إقتصدت فيها قدر الإمكان أو بما تقتضيه الحاجة وليس للإقتصاد ميزان صارم إلا صارمين صارم الكذب والله أشهد أني لم أقل في الرجل سوى ما علمته وما كنت للغيب من الحافظينوصارم الطوية الفاسدة وهذه لا سلطان لأحد علي فيها إنما أمرها إليه وحده سبحانه فلا أسأل شهادة فيها من أحد ولا أعتذر عنها بين يدي أحدوخير ما قيل هنا :

هذا ظني في الرجل الذي لازمته طويلا ولا أزكي عليه سبحانه أحدا من عباده وهو حسبه وحسيبه.

ـ أقول للرجل أخطاؤه وزلاته وضعفه بمثل ما له ـ ولكل واحد منا ـ مناقبه وكسبه.لو نخلت صدري لوجدتني ـ أو كذلك أزعم ـ أكفر من على الأرض بأكذوبة العصمةأقول لنفسي العصمة قيمة دفنت مع المعصوم محمد عليه الصلاة والسلام فهي معه في قبره ولن تبعث العصمة حتى يبعث ضجيعها من قبرههما متلازمان لا يفترقان.

ـ ما أريد ـ ورب الكعبة ـ أن يطلع الرجل على ما كتبت فيهولكني لم أكتب فيه ولكن كتبت في قيم أخلاقية وفكرية وسياسية يحتاج إليها الناخب التونسي ويستهدي بها لترشيد خيارهوازنت بين الكتابة وبين عدم الكتابة أي بين إعلان الشهادة لعلها ترشد حائرا وبين كتمان الشهادة.. تلك تدق عنق الرجل وهذه تساهم في تقدم البلاد على الطريق الصحيح ..فاخترت الأخيرةولو كنت أظن أن عنق الرجل تدق بكلمات من عندي ما أدليت بشهادتيلو كان المرشح غيره ما ألفت حرفا واحدا وكم من ساع سعى ليكون هو ولكن تؤول إلى أهلها المكارم راغمةومنهم ـ ليس من السعاة الذين لم يردوا ولكن ممن ورد ماء مدين فكانت عينه على المرأة ينكحها ويستظل بظل والدها وليس عليها ليسقي لها وهو لا يطمع أن تقول له :إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ـ .. ومنهم من لو شهدت له كانت شهادتي عليهوحسبي شهادة في مرشح الدائرة الإنتخابية التي أنتمي إليها أي ألمانيا.

الرجل قوي بالأقوياء من حوله وأمين بالأمناء من حوله.

علمنا الإسلام أن ميزان الإختيار هو : „ إن خير من إستأجرت القوي الأمين“. ميزان يمناه قوة أي كفاءة وأهلية وشماله أمانة أي وفاء وخلق كريمللرجل من أهليات القوة الفكرية ما له ولكن يترسخ كسبه الفكري بالأقوياء من حوله وله من خلال الأمانة ما له ولكن يتعمق كسبه الخلقي بالأمناء من حوله.

تلك شهادتي في الرجل الذي هو معروض على التزكية أو الرفضالمؤكد عندي أني نصحت لنفسي ولديني ولبلادي والتونسيين والتونسيات في ألمانياتلك شهادة هذا زمانها وهذا مكانهاإن أحسنت فيها مبنى ومعنى فالفضل منه سبحانه وحده وإليه وحده وإن كانت الأخرى فحسبي أني قصدت الحق ويممت شطر الخير.

والله تعالى أعلم.

الهادي بريك ـ ألمانيا.

شاهد أيضاً

قصة يونس عليه السلام

هو يونس إبن متى عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين المذكورين في القرآن الكريم وحملت سورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *